الظواهري لا يريد من السوريين سوى دولة داخل دولة !
إن كان الظواهري صادقاً فيما يقول:
لا نريد
السلطة ! ولا نريد
الرئاسة ! ولا الحكومة ! ولا الوصاية على الأمة!
فماذا يريد
وما هي مطالبه؟
الجواب تجده في المصطلحات الجديدة التي كررها في خطابه الأخير لتحديد الوصفة المطلوبه، قال نريد:
"الدولة المجاهدة"
"الحكومة الإسلامية المجاهدة"
"تنصر المستضعفين، وتُحيي الجهاد، تُحرّر البلاد،
وتسعى لتحرير الأقصى، وتسعى لإعادة الخلافة "
أتعلم ما يعني هذا؟
يعني أنّ صِفَة "الإسلامية"
غير كافية، فيجب أن تكون إسلامية "مجاهدة تحيي الجهاد
وتحرر البلاد" وبالطبع لا يقصد هنا تحرير البلاد السورية فحسب كما يدلّ عليه ما
بعده من الكلام، وهنا مَكمَن الخطر ومعظم النار من مُستصغر الشَّرَر.
والشيطان - كما قلنا - يكمن في ثنايا دقائق
التفاصيل، ومن كان على علمٍ بأجندة القاعدة ومشاريعها العابرة للحدود
والقارات فإنه سيحلّ إلغاز الظواهري.
الظواهري لا يريد حكومةً وسلطة مسؤولة لأنه يريد دولة غير مسؤولة!
الظواهري يُريد دولة داخل دولة على طريقة حزب الله في لبنان والحوثي في اليمن !
مفهوم ؟
لا يريد رئاسة أو حكومة تنشغل
بإصلاح البُنى التحتية ومشاريع إعادة الإعمار وما ينفع الشعب السوري !
الظواهري أعلن قبوله بحكومة مُنتخَبة تنشغل بجمع النفايات، وتوفّر لأتباعه الحماية والمأوى والمَطعَم والكهرباء والماء !
هل فهمتم
يريد رئيساً "طرطوراً" سورياً يرتحله كما ارتحل الملا عمر !
وبالطبع لا أقصد بالطرطور هنا "الجولاني"، لأنّ الجولاني عضو من القاعدة وجزء من لعبة الظواهري، والظواهري يرغب برئيس منتخب من غير القاعدة بمواصفات نادرة ..
طرطور لكنْ قويّ وصلب وعنيد وصبورٌ لرحلة شاقة طويلة عابرة للحدود والقارات ..
يعني من الآخِر:
"حمار دَكر" لا يأنس إلا بركّابه
ولذلك ختم الظواهري خطابَه بكلمات الملا عمر
وهو من فنّ الإلغاز
يا أهل سوريا لا تنخدعنّكم المَسْكنة ومزاعم الوَسَطيّة
قريباً قريبا .. ترَوْن العجيبَ
خازوق من طراز "ظو - جو"
"حزب الله" بصبغة سنيّة سلفيّة
ودولة فاشلة من الحجم الكبير
قريباً قريباً تسمعونه يقول كما قال قرينه:
"إنّ اليد التي ستمتدّ إلى سلاح المقاومة
سنقطعها"
هذا هو مسمار جُحا الذي يسعى الظواهري إلى تسميره في الملاذات والأرياف السورية لمرحلة
ما بعد الأسد ...
فترقّبوا الخراب كما خربت أفغانستان
أما الفلسطينيون، فكان اللهُ في عونهم وعون "القضيّة"
اعتادوا على تلك الخوازيق حتى ملّتهم ومَلّوها