مرض الظواهري هو الخبث العميق
بأدب
الإنصاف دوّن المؤرخ ابن الأثير في تاريخه قصة لمفاوضات تمّت بين السلطان صلاح الدين الأيوبي
والفصائل الصليبية لإطلاق الأسرى، وخلال السرد ذكر مؤرخ الإسلام صفةً حميدة أثنى بها على نصارى الداوية أي "فرسان
الهيكل" وكانوا من أشد الفصائل عدواة وفتكاً بالمسلمين.
قال - رحمه لله -:
"فشرع [يعني
صلاح الدين]
في
جمع المال وكان هو الأمان له ، إنما يخرج
ما يحصل إليه من دخل البلاد أولاً بأوّل
، فلما اجتمع عنده مائة ألف دينار جمع
الأمراء واستشارهم فأشاروا بأن لا يُرسل
شيئاً حتى يعاود يستحلفهم على إطلاق
أصحابه وأن يضمن "الداوية"
ذلك
لأنهم أهل
دين يَرَوْنَ الوفاءَ
، فراسَلَهم صلاحُ الدين في ذلك...
الخ"
[الكامل
في التاريخ ج 6
صفحة
215]
فهذا الثناء ليس فيه تناقض بل هو من باب الإنصاف ولذلك
أجمع المؤرخون وفقهاء المسلمين على وصف الخوارج
الأوائل بالضلال، لكنهم أجمعوا مع ذلك
على وصفهم بالشجاعة والصدق الممزوج
بالحماقة والغلو وانعدام الفقه في الدين،
ولذلك قلت لكم مراراً:
لا تنكروا ما للدواعش
من صفات حميدة كالشجاعة المفرطة ولا تغترّوا بها فإنهم على
ضلال.
لكن
الظواهري حكاية أخرى ...
الظواهري
لا من هؤلاء ولا من هؤلاء ...
الظواهري
لا دين له، مرضه دفين وقديم وخبثه عميق كخبث
الزنادقة، لا يعرفه إلا من تتبع أقواله
وأفعاله ولفّاته.
وللحديث
بقية