المشاركات

عرض المشاركات من يناير, ٢٠١٦

توظيف الدين لأغراض سياسية

     ذكر الحافظ ابن حجر في شرح الصحيح أن الإمام النسائي صاحب السنن جمع ما روي من الأحاديث النبوية في فضل الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه في كتاب خاص سمّاه "الخصائص"، وختم الحافظ ابن حجر شرح كتاب فضائل علي من صحيح البخاري بقول:  "روينا عن الإمام أحمد [يعني ابن حنبل] أنه قال : ما بلغنا عن أحد من الصحابة ما بلغنا عن علي بن أبي طالب " اهـ   ثم قال الحافظ ابن حجر في موضع آخر: " أورد ابن الجوزي في الموضوعات بعض الأحاديث [يعني في فضل معاوية ] التي ذكروها ثم ساق عن إسحاق بن راهويه أنه قال : " لم يصح في فضائل معاوية شيءٌ" إلى قوله: "وأخرج ابن الجوزي أيضاً من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل قال سألتُ أبي : ما تقول في عليّ ومعاوية ؟ فأطرق، ثم قال : "اعلم أن عليّاً كان كثير الأعداء ففتّش أعداؤه له عيباً فلم يجدوا فعمدوا إلى رجل قد حاربه فأطروه كيداً منهم لعلي". وعقب عليه الحافظ بقوله : "فأشار بذلك إلى ما اختلقوه لمعاوية من الفضائل مما لا أصل له وقد ورد في فضائل معاوية أحاديث كثيرة لكن ليس فيها ما يصح ...

الدهاء السياسي وخداع المجاهدين

صورة
      محرقة الجهاد      حين أرى ما يتعرّض له شبابنا من خداع باسم الدين من قبل زعمائهم المحتالين كالظواهري وأمثاله أتذكر قول عمر بن الخطاب لمعلّم القرآن أُبيّ بن كعب رضي الله عنهما لما طلب الإمارة قائلاً :  " ما لك لا تستعملني "؟ فأجابه عمر :  " أكرهُ أن يُدَنّس دينُك " [ رواه ابن سعد في الطبقات ] الدين حكاية والسياسة حكاية أخرى كما روى الحاكم في المستدرك على الصحيحين بإسناده عن مسروق أنه قال : "القضاة أربعة عمر وعليّ وزيد بن ثابت وأبو موسى الأشعري". وهؤلاء اشتغلوا في السياسة لكنهم برعوا في الفقه والقضاء وقد روي نحوه عن الشعبي وهو من أئمة التابعين فزاد : "القضاة أربعة؛ أبو بكر وعمر وابن مسعود وأبو موسى، والدُهاة أربعة؛ معاوية وعمرو والمغيرة وزياد" . والأثر أسنده هبة الله الطبري في أصول اعتقاد أهل السنة عن الشعبي ولفظه:  "الدهاة أربعة؛ معاوية للأناة والحِلم، وعمرو للداهية والحرب، والمغيرة للمُعضلات الشدائد، وزياد على الصغير والكبير". ويُروى نحوه عن الأصمعي أنه قال:   "الدها...

أنت يا مجاهد ما أنتَ إلا وقود للمحرقة

صورة
   محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم كان شخصاً بارزاً معروفاً عند الناس بوجهٍ واحد ولون واحد، رجل من أشراف الخلق معروف عند الناس بالأمانة والصدق ومكارم الأخلاق قبل البعثة وبعد البعثة، ولذلك قالت أم المؤمنين خديجة لما نزل النبي صلى الله عليه وسلم من غار حراء ترجف بوادُره : " كلا ! أبشرْ، فواللهِ لا يخزيك الله أبداً، واللهِ إنك لتصل الرَّحِمَ، وتصدق الحديث، وتحمل الكَلَّ، وتكسب المعدوم، وتقري الضيفَ، وتُعينُ على نوائب الحق" [رواه البخاري ومسلم]     ويكفي لتعلم كيف كان ذلك "الرجل" معروفاً بخصاله الحميدة مشهوداً له عند البعيد والقريب والعدوّ والصديق أن تقرأ ذلك الحوار العظيم الذي دار حول شخص النبي صلى الله عليه وسلم في قصر العظيم "هرقل" ملك ملوك الروم مع أبي سفيان بن حرب عظيم الكافرين بدين الإسلام لما ذهب إلى الشام بعد صلح الحديبية فأرسل إليه هرقل فجاء أبو سفيان مع وفد من مشركي قريش أئمة الكفر، فد عاهم هرقلُ ودعا بترجمانه فقال لهم:  أيكم أقرب نسبا بهذا الرجل الذي يزعم أنه نبي؟ فقال أبو سفيان: أنا أقربهم نَسَباً فقال: أدنوه مني، وقر...