هجوم حركة شباب المجاهدين على جامعة غريسا - كينيا
الثاني من إبريل 2015 ، في الساعة الخامسة صباحاً ، مع بزوغ الفجر ولمّا
تزل ظلمة الليل سادلةً أستارها . صَيْحة من مجاهيل كسرت صمت الظلام :
الله أكبر
سرية غادرة من حركة شباب المجاهدين تسلّلت إلى الحرم الجامعي فشنّت هجوماً
مسلحاً مباغتاً على مبنى السكن الجامعي الملحق بجامعة غريسا في كينيا ، وأسفر
الجهوم عن مقتل ما لا يقل عن 147 طالباً وطالبةً من المدنيين الآمنين ...
ما ذنبهم ؟
ما شأنهم ؟
ما تلك البناية التي تؤويهم ؟
أهي كتيبة مسلحة ؟
أم ثُكنة عسكرية ؟
يا عباد الله هذه جامعة !
يا أولي الألباب هؤلاء طلبة !
لا شأن لهم بحرب ولا قتال ، عكفوا في تلك الجامعة لدراسة علوم الحساب والفيزياء والكيمياء
والطبيعة فبأي ذنبٍ قتلوا ..
اللهم إنا نبرأ إليك مما صنعت حركة شباب المجاهدين
اللهم إنا نشهد أن الشريعة الإسلامية التي جاءنا بها رسول الله صلى الله
عليه وسلم بريئة مما فعل هؤلاء باسم الإسلام ...
اللهم إنا نشهد أن الفئة الباغية التي قامت بذلك الهجوم الغادر من المعتدين
وإن الله لا يُحب المعتدين .
اشهدْ علينا يا ربّ أنا لا نقرّ هذا الصنيع ...
أيُعقل أن يأخذ الجهل والغباء بحركة الشباب المجاهدين إلى الدرك الأسفل .. إلى ذلك الحدّ من
البغي والعدوان ، ألم يقرأوا قول الله تعالى :
" وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب
المعتدين " .
ألم يقرأوا قول الله تعالى : " ومن قُتل مظلوماً فقد جعلنا لوليِّه
سلطاناً فلا يُسرف في القتل " .
ألا يعلمون ما السَّرَف الذي نهى الله عنه ، الإسراف في القتل هو أن يدعي شخص
أنه صاحب مظلمة وأنه ولي المقتول ظلماً فله حق القصاص بالمثل فيقتل غيرَ قاتله وقد قال الله تعالى " ولا تزِرُ وازرة وِزرَ أخرى " ، هذا هو السَّرف في
القتل والبغي ، ولذلك أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تُكتَب في الصحيفة المربوطة
بسيفه صلى الله عليه وسلم :
" إنّ أشدّ الناس على الله عَدَاءً القاتلُ غيرَ قاتله ، والضاربُ غيرَ
ضاربه " .
وفي لفظ : " لعنَ اللهُ القاتلَ غيرَ قاتله ، والضاربَ غير ضاربه
" .
رواه أبو يعلى والشافعي والبيهقي بإسناد صحيح .
وروى الإمام مالك في الموطأ عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه أنه قال لأمير
الجيوش التي بعثها إلى الشام :
" إنك ستجدُ قوماً زعموا أنهم قد حبّسوا أنفسهم لله ، فذرهم وما زعموا
أنهم قد حبّسوا أنفسَهم له ، وستجد قوماً فحصوا عن أوساط رؤوسهم من الشعر ، فاضرب
ما فحصوا عنه بالسيف ، وإني موصيك بعشر ؛ لا تقتلنّ امرأةً ولا صبياً ولا كبيراً
هرماً ... إلى آخر الحديث .
وقوله : " فحصوا عن أوساط رؤوسهم من الشعر " كناية عن الاستعداد
للقتال والخروج إليه ، أي لا تقتل غيرَ المقاتلة كما في حديث رباح بن ربيع أن النبي
صلى الله عليه وسلم مرّ في بعض مغازيه على امرأة قتيل فقال : ما كانت هذه لتقاتل ؟
ثم نظر في وجوه أصحابه فقال لأحدهم : إلحَقْ خالداً [ وكان قائداً على مقدمة الجيش
] فقًل له : لا تقتلْ ذُريّةً ولا عسيفاً " .
رواه النسائي وأبو داود وعبد الرزاق بإسناد صحيح .
والعسيف هو الأجير وفي هذا دليل قطعي على تحريم قتل غير المقاتلة ، وأن
القتال هو علّة القتال فمن زاد على ذلك فهو من المعتدين والله لا يحب المعتدين .
شاهت الوجوه ...
أما قدرتم إلا على أولئك الطلبة النيام ؟
شاهت الوجوه ...
شباب عكفوا في الجامعة على طلب العلم وما ينفع البشرية من علوم الهندسة
والطب والصناعة لينهضوا بوطنهم من الفشل ..
يأتيهم من الجانب المظلم شباب أكلهم الحَسَد وأعمتهم الغيرة ؛ خرّبوا بلادَهم وأفشلوا وَطنهم
وعكفوا على تعلّم أساليب الغدر والبغي والعدوان ..
كلا والله
هي حرب بين الجهل والعلم
صورة لفصل دراسي في غريسا |