المشاركات

عرض المشاركات من أبريل, ٢٠١٥

مسلمون يأكلون لحوم البشر

صورة
     فتوحات الإسلام في مصر 21 هـ وما وراءها من بلاد المغرب الأقصى كانت تكملةً لمعجزة قرآنية ...      سنعود بإذن الله لبيان تلك المعجزة القرآنية ...     بعث سيّدنا عمر بن الخطاب جيشاً قليل العدد [ 3500 إلى 4000 ] بقيادة عمرو بن العاص فكان بعضهم يقول : " لا يكاد بعضنا يرى بعضاً من القلة " ، ثم أشفق أمير المؤمنين عمر على عمروٍ فأتبعه بمدد حتى بلغ عددهم اثني عشر ألفاً ، فانتزعوا مصر من الرومان في أيّام معدودات .        لم تكن مصر أرضاً خلاء بل كانت عامرة بسكّانها من القبط أخوال المسلمين الذين كرهوا هيمنة النفوذ الروماني البيزنطي على مصر فلم تقم لهم قائمة لنجدة الرومان فانهارت القلاع والحصون حتى سقطت الاسكندرية عاصمة الرومان بمصر ، ومن طرائف ما رواه ابن عبد الحكم بإسناده " أنّ عمرو بن العاص لما فتح الإسكندرية وجد فيها اثني عشر ألف بقّال يبيعون البقل الأخضر " اهـ       ثم استمرّ الزحف الإسلامي فطاردوا الرومان غرباً حتى وثبوا إلى الأندلس فتدحرجت الشائعات مع الفلول الهاربة ك...

أسد الغابة ... قصة التوحّش في الإسلام

صورة
    أبدع المهلهل أخو امرئ القيس في وصف التوحّش أو حالة النوبة الهيستيرية التي أصيب بها في الحرب انتقاماً لأخيه كُليب وصوّر بكلماته ما فعل بالقتلى وكيف أعرض عن الانشغال بالسَّلب والغنائم ، و" السَّلَب"   بفتح اللام هو ما يكون مع القتيل من ثياب وسلاح ونحوه يأخذه القاتل غنيمة ، لكنّ المهلهل مزّق الدروع ونقّر المغافر [ المغفرة هي الخوذة ؛ درع الرأس ] فأتلفها كي تنهش الضباع والنسور أوصال الجثث ..       وصف بديع لُغويّاً وفظيع أخلاقياً اقتبسه الشاعر العباسي أبو تمام الطائي مع شيء من التهذيب في ملحمته عن فتح عمورية التي افتتحها بقوله : السيف أصدق إنباءً من الكُتبِ                     في حدّه الحدّ بين الجدّ واللعبِ وفيها يقول : إن الأسودَ أسودَ الغابِ همّتها                    يوم الكريهة في المسلوب لا السَّلَب والتشبه بالسباع له علاقة بتك...

إدارة التوحش

صورة
قال لي صاحب حديثُ السنّ : ما رأيك بكتاب إدارة التوحش الصادر عن منظمة القاعدة ، وهل التوحش مرحلة من مراحل الجهاد الإسلامي ؟ وهل تجسّد حركة داعش تلك المرحلة التي تكلّم عنها الكاتب ؟ فأجبته متبسّماً : خُذها من الآخر ، التوحش في الحرب سنّة من سُنن الجاهلية ، وخصلة من خصال الكلاب المسعورة ، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ليس لنا مَثَل السَّوْء " ... فقال : مزيد من التفصيل يرحمك الله ؟ فقلت : يا ابن أخي ؛ الحرب إذا حميت نَزَعَت الرحمةَ من القلوب ، وإذا انتزعت الرحمة من قلوب البشر فسدت عقولهم وساءت أخلاقهم كما فصّلته في مقال سابق ، فإن لم يكن لدى المجاهد المقاتل وازع من الشريعة السمحاء  تجارى به هوى التوحّش حتى يصير مثَله كمَثل الكلب المسعور  ، ولا أجد وصفاً لأولئك المتوحّشين أبلغ مما جاء في الأثر :  " إنه يخرج في أمتي قومٌ يهوون هوىً يتجارى بهم ذلك الهوى كما يتجارى الكَلَبُ بصاحبه لا يدع منه عرقاً ولا مِفصلاً إلا دخله " .   قوله في الحديث : " الكَلَب " بتحريك اللام وفتحها وهو مرض السعار الذي يصيب الكلاب فينتقل بالعدوى إلى ...

تعلّم فقه الشريعة الإسلامية من البهائم والحيوانات

سمعتُ أحد المثقفين يقول : " هؤلاء الخوارج المتوحّشون المتعطّشون للدماء استنبطوا أفكارهم الدينية المتطرّفة من شريعة الغابة ، شيوخهم السباع والثيران والضباع " . فتذكرّتُ حين سمعت ذلك الكلام قول الله تبارك وتعالى في سورة الأعراف : " ولقد ذرأنا لجهنم كثيراً من الجنّ والإنس ، لهم قلوب لا يفقهون بها ، ولهم أعين لا يبصرون بها ، ولهم آذان لا يسمعون بها ، أولئك كالأنعام بل هم أضل أولئك هم الغافلون " . ولنقف عند قوله تعالى :  " أولئك كالأنعام بل هم أضل " !     هل يُعقل أن يوجد في الناس [ وهم الخلق الذين فضّلهم الله بنعمة العقل ]  مَنْ هم أضل من البهائم العجماوات ؟ وهل ضرب الله لهذا الصنف مَثَلاً في القرآن الكريم وهو القائل : " ولقد صرّفنا في هذا القرآن للناس من كلّ مَثَل " . والجواب تجده في سورة المائدة في قصة ابنَيْ آدم . ومنها تعلم أنّ التحاسد والتباغض يعمي ويصمّ ويشلّ القدرات العقلية عن التفكير السليم كما أخبرنا الله تعالى عن ولدي آدم إذ قدّما قرباناً فتُقُبِّلَ من أحدِهما ولم يُتَقَبَّلْ من الآخر قال : لأقتُلنّك...