المشاركات

عرض المشاركات من أكتوبر, ٢٠١٤

إحياء التصوّف السنّي " 4 " ، نبذة عن كتاب " حِلية الأولياء "

  أبو نُعيم الأصبهاني وما أدراك ما الأصبهاني .. ولد أبو نعيم الأصبهاني الصوفي السنّي سنة 336 هـ ، وتوفي سنة 430 هــ ، وألف كتاباً كثيرةً جداً منها كتاب " حِلية الأولياء وطبقات الأصفياء " .     أورد أبو نعيم في الحِلية نحو 700 ترجمة لأئمة الأولياء الأصفياء في القرون الإسلامية الأولى ، وروى عن كل إمام منهم طرفاً من أخباره وحِكَمه بالرواية المسندة .        أبو نُعيم وما أدراك ما أبو نُعيم .. يكفي لبيان جلالة قدرِهِ وصفُ الإمام الذهبي إذ قال فيه : " هو الإمام الحافظ ، الثقة العلاّمة ، شيخ الإسلام ، الأصبهاني الصوفي "  فكفى بذلك توثيقاً وثناءً ..     أبو نعيم كانت له همّة منقطعة النظير ، هل تعلم أنه قد ألّف ألفَ كتاب وكتاب ، كلها من الكتب الضخمة العزيزة النفيسة منها " المستخرج على الصحيحين " روى فيه كل ما رواه البخاري ومسلم بإسناده المستقل فجبر المنكسر ، وبيّن المبهم ، وأتمّ الناقص ، ولا يخفى ما في المستخرجات على الصحيحين من فوائد جليلة يعرفها أهل الصنعة .    وله من المؤلفات : " تاريخ أصبهان " و ...

إحياء التصوّف السني " 3 " - الانغماس في الدنيا واللهو عن الآخرة

      قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه : " أبشروا وأمّلوا ما يسرّكم ، فوالله ما الفقر أخشى عليكم ، ولكنّي أخشى عليكم أن تُبسط   الدنيا عليكم كما بُسطت على من كان قبلكم ، فتنافسوها كما تنافسوها ، فتهلككم كما أهلكتهم " . رواه ابن ماجة والترمذي وقال : حسن صحيح     مات رسول الله صلى الله عليه وسلم وصدقت نبوءته ، فُتحت أبواب الدنيا للمسلمين فبُسطت لهم بلاد الشام وما وراءها وبلاد العراق وما وراءها وبلاد فارس وما وراءها ، وبلاد مصر وما وراءها في بضع سنين حتى ملك الحُفاة العراة مشارقَ الأرض ومغاربها ببركة الإسلام .. انغمس الناس في الجهاد والقتال ، ثم ابتلوا فانغمسوا في جباية الغنائم والجزية والخراج وتقسيم السبايا والذهب والفضة ، ثم ابتلوا فانغمسوا في الصراع السياسي على السلطة فاقتتل المسلمون فيما بينهم وكانت فتنة عظيمة كادت أن تُذهب بريح الإسلام ولكنّ الله سلّم ....      سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قاد المسلمين في معركة القادسية فأبلى بلاءً حسناً وتسبّب في زوال امبراطورية فارس حتى جيء بتاج ملك ملوكهم " ك...

إحياء التصوّف السني " 2 "

فلسلفة التصوف المضبوط بالكتاب والسنة تنبع من نصوص دينية أصيلة كقول الله تعالى : " وما خلقتُ الجنّ والإنس إلا ليعبدون ، ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يُطعمون " وقول الله تعالى : " إنما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر في الأموال والأولاد .. " الآية . وما في هذا المعنى من النصوص القرآنية والنبوية وهي كثيرة ، بل هنالك نصوص تدلّ على أن بعض الأعمال المدرجة في العبادات كالجهاد ما هي إلا وسيلة لغاية أجل وأعلى كما في الحديث الصحيح : " ألا أنبّئكم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم [ أي عند الله عزّ وجلّ ] ، وأرفعها في درجاتكم ، وخير لكم من إعطاء الذهب والورِق ، وأن تلقوا عدوّكم فتضربوا أعناقهم ، ويضربوا أعناقكم " ؟ قالوا : وما ذاك يا رسول الله ؟ قال : " ذكرُ الله عزّ وجلّ " . رواه أحمد والترمذي وصححه الحاكم .     في المقابل ؛ لا يخفى على اللبيب أن هنالك نصوصاً أخرى تحفظ التوازن والوسطية بين الدينا والآخرة وهي كثيرة جداً ومنها ما رواه مسلم في الصحيح عن حنظلة الأسيدي - وكان من كتّاب رسول الله صلى الله عليه ...