متى انحرف الإرهاب الإسلامي إلى شكله الجديد ؟



      الإرهاب القديم كان في نطاق محدود ويركز في الغالب على استهداف الأعيان من الرموز الدينية أو السياسية كاغتيال النقراشي أو الشيخ الذهبي أو الرئيس السادات.



   أما الجهاد الأفغاني خلال فترة الثمانينات فكان بصبغة عسكرية وبنكهة وطنية مدارها بين الفصائل المسلحة والجيش السوفييتي، ويُحسب للمجاهدين الأفغان في تلك الفترة عدم تورطهم في استهداف المدنيين بل ولا الرموز السياسية أو الهيئات الدبلوماسية ونحوها ولذلك غاب وصف الإرهاب عنهم.

     

  
 
نص البيان من جريدة القدس العربي 23/2/1998
   
لكن في التسعينات بدأ الانحراف الشديد لما أفتى
منظر السلفية الجهادية "أبو قتادة"  بقتل الأطفال والنسوان فاعتمدت فتواه كمنهج استراتيجي للجماعة المسلحة في الجزائر، ثم توسّع الضلالُ من الخاص إلى العام، ومن المقيّد إلى المطلق فأصدر ابن لادن وبضعٌ من زعماء الحركات الجهادية والدينية فتوى جماعية تُوجب على كل مسلم أينما كان أن يقتل الأمريكان وحلفاءهم مدنيين وعسكريين وأن ينهب أموالهم في أي مكان وجدهم فيه !!!

   
    فكانت تلك هي المرّة الأولى التي يُعتمد فيها "قتل المدنيين" أينما كانوا، وأينما وُجدوا، بصفة عامة وممنهجة على نطاق عالمي بتكليفٍ نُسِبَ زوراً وبهتاناً إلى الله والإسلام كما جاء صريحاً في بيان "الجبهة الإسلامية العالمية لجهاد اليهود والصليبيين" 1998.


     ذاك البيان وما ترتب عليه هو نقطة التحوّل والانحراف الشديد، وهو الفارق بين الإرهاب الإسلامي القديم والجديد، فالأمر كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:


"لا يأتي عليكم زمانٌ إلا الذي بعدَهُ شَرٌّ منه"
رواه البخاري

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الرقص حول النبي صلى الله عليه وسلم !

هل كان سفينة مولى رسول الله صادقاً أم كاذباً أم شيخاً مخرّفاً ؟

سيّدنا بلال يرفض التحديث ويهدّد بالخروج المسلح على أمير المؤمنين