الإخوان المسلمون والقاعدة وجهان لعملة واحدة، تطابق في الأهداف واختلاف في الأشكال
"الله غايتنا، والرسول قدوتنا، والقرآن دستورنا، والجهاد سبيلنا،
والموت في سبيل الله أسمى أمانينا"
هذا هو شعار الإخوان المسلمين الذي رفعه زعيمهم المؤسس حسن البنا - رحمه الله - دون أن ننسى صورة السيفين وطرف الآية الكريمة للدلالة على نوع الجهاد الوارد في الشعار، إنه جهاد السيف المسلول بلا لف ولا دوران.
قال الزعيم المؤسس [أو الإمام كما يصفه الإخوان] لأتباعه:
"اذكروا دائماً أنّ لكم هدفين أساسيين؛
-
أن يتحرّر الوطن
الإسلامي من كل سلطان أجنبي ...
-
وأن تقوم في هذا الوطن
الحر دولة إسلامية حرّة تعمل بأحكام الإسلام وتطبق نظامه الاجتماعي ...
إلى قوله :
"ولنا بعد هذين الهدفين أهدافٌ خاصة" [ يعني خاصة بمصر] ... إلى
قوله "فمن أهدافكم تكوين مجتمع نموذجي ينتسب إلى شريعة الإسلام".
وفي موضع آخر قال جهاراً:
"هدف الإخوان المسلمين يتلخص في كلمتين:
-
العودة للنظام الإسلامي
الاجتماعي [يعني نظام الخلافة كما فسّره في مواضع متفرقة]
-
والتحرّر الكامل من كل
سلطان أجنبي ..
[ المؤتمر السادس لجماعة الإخوان المسلمين، سنة 1941- كتاب رسائل
الإمام حسن البنا].
تلك باختصار هي الأهداف الاستراتيجية التي حدّدها حسن البنا وهي ذات الأهداف التي نادى بها زعيم القاعدة
أيمن الظواهري، بل هي ذات أهداف الدواعش لكن البغدادي خالف البنا في الهدف الثانوي أرادها من العراق وبغداد الرشيد قلب الخلافة العباسية، والظواهري وافق البنا في العام والخاص، طبقاً على طبق، مِثلاً بمثل ولذلك كان يذكر
كلمة يردّدها في خطبه:
"مصر هي قلب العالم الإسلامي"
وهو من أسرار تمسّك الظواهري بتلابيب إمارة الجهاد العالمي كما ذكرتُ لكم سابقاً، ولو خرج
البغدادي من المنوفية أو أسيوط لكان للمؤاخذات تأويل آخر ..
أما إمارة الملا عمر فكانت مجرد قنطرة ساذجة على هامش التاريخ تمّ
استغلالها بأبشع صورة للعبور إلى الغاية
الاستراتيجية، علي مبدأ "ليس علينا في الأُمِيّين سبيل".
تلك بداية الحكاية باختصار ووضوح شديد ... أهداف وكلمات معطّرة بعبق الإسلام والإصلاح
والحرية والكفاح .. فلننظر فيما وراءها