اكتشاف مغارة علي بابا في تيران وصنافير


 

   
    أختم ملف تيران وصنافير بالكشف عن أخطر خريطة كنوز في دنيا، وسأعرض لكم بعض المفاتيح، كي لا أفسد عليكم متعة البحث والتنقيب ...
    
   أبدأ برواية عجيبة صحيحة الإسناد رواها الإمام ابن عساكر في تاريخ دمشق بإسناده عن أبي يحيى الساجي قال حدثنا المزني يعني صاحب الإمام الشافعي رضي الله عنه أنه قال:

    لما وافى الشافعي مصر قلت في نفسي: إن كان أحد يخرج ما في ضميري، وتعلق به خاطري من أمر التوحيد فهو، فصرت إليه وهو جالس في مسجد مصر، فلما جثوت بين يديه قلت له: إنه قد كان في ضميري مسألة في التوحيد، فقلت إن أحداً لا يعلم علمك فما الذي عندك، فغضب ثم قال:

 لي أتدري أين أنت جالس؟ 
قلت: نعم أنا جالس بفسطاط مصرفي مسجدها بين يدي أبي عبد الله محمد بن إدريس الشافعي،

قال [الإمام الشافعي رضي الله عنه]:

هيهات إنك بتاران وجبيلان يضربك تياره وأنت لا تعلم وهذا هو الموضع الذي غرق فيه فرعون" (1) انتهى نص الرواية.


   الإمام الشافعي رحمه الله [ت 204هـ] سمّى لنا اسم الجزيرة التوأم لجزيرة تيران.

   جزيرة صنافير هي جزيرة جُبيلان
  
   وهذه الرواية الثابتة عن الإمام تشهد على صحة ما ذكره المؤرخ الجغرافي المقدسي في كتاب "التقاسيم"، ومن غير المستبعد أن تكون كلمة صنافير فرعونية كما زعم الدكتور وسيم السيسي، فربما كان اسماً لأحد الفراعنة أو الأساطيل الفرعونية المحطمة على تلك الجزيرة.

   وتشهد الرواية كذلك لما أورده المؤرخ الرحالة ياقوت الحموي في "معجم البلدان"، والحموي متأخر جداً عن الشافعي، توفي في القرن السابع الهجري، وقد ذكر في رحلته أنّ في تيران قوماً من الأشقياء من بني جُدان بني لخم، إذا قيل لهم ما يقيمكم في هذا البلد؟ 
قالوا: البطن البطن !
 قال الحموي: يعني الوطن الوطن.

  
الدينار البيزنطي كان من الذهب الخاص
  
لكني أظن - والله أعلم - أنه لم يفهم الكلمة الشقيّة المشفرة، فلعلّهم قصدوا الكنوز المدفونة في باطن الأرض والبحر، فهي التي تصبّرهم على ذلك المكان البئيس لأن الأساطيل التجارية من أيام العماليق والفراعنة والهكسوس والمقدون والرومان البيزنط والعرب قبل الإسلام وبعده كانت تتكسر في ذلك المثلث الرهيب فتلقي بكنوزها وحطامها في البر والبحر ..فذاك صبر الشوق على الشوك!
     
     أتظنون أنّ التماثيل والأوثان التي كانت على كعبة وحواليها قبل الإسلام كانت صناعة عربية !!!
   

      أعرفتَ يا سيد "وسيم" ما سرّ وجود التمثال الفرعوني الدفين في شبه الجزيرة العربية ألم تسمع بقصة الخزاعي على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟


    أيها الناس ! إنّ اهتمام بعض الجهات بسياحة الغوص في تلك المنطقة ليس لمجرّد الاستجمام بشمس العرب والتمتع بمشاهد الشعب المرجانية والأسماك المزيّنة.

    يا ناس هنالك دفائن تاريخية من الذهب والجواهر والتماثيل وغيرها من الآثار النفيسة التي لا تقدّر بثمن.

    ومن هذا المقام أتوجّه بنداء عاجل إلى الجهات المعنية في الدولة المصرية والسعودية بضرورة تقييد سياحة الغوص بمنظومة من القوانين والإجراءات السيادية التي تحفظ التراث الإنساني، وضرورة تنظيم جهات متخصصة في علم التنقيب والآثار البرية والبحرية مع أخذ الاحتياط من قوارير العفاريت الأسطورية ... 

   وأقترح أن تفتح السلطات متحفاً لحفظ الآثار واللقائط والصور باسم :

 متحف تيران


     حكايات ألف ليلة وليلة وأساطير السندباد ومغارة علي بابا ودفائن القراصنة وأشقياء العرب تجدونها هنالك ...
انظروا كيف تستفيدون من هذه المعلومات في تنشيط السياحة وحفظ كنوزكم بعيداً عن المهاترات والمزايدات ...

 "وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَن يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ"

صدق الله العظيم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


1 – "وهذا الموضع الذي غرق فيه فرعون" هذا الطرف الأخير من الكلام نسبه الذهبي في السير إلى ابن عساكر مدرج من قوله، لكن الخبر رواه الإمام البيهقي المتوفى سنة 458 بإسناده الصحيح من وجه آخر عن ابن بحر عن المزني ثم قال البيهقي عقبه: " قلتُ تاران في بحر القلزم فيها غرق فرعون وقومه" [مناقب الشافعي / ج1/458 لاحظ تطابق رقم الصفحة مع سنة الوفاة].
ورواه كذلك شيخ الإسلام أبو إسماعيل الهروي في ذم الكلام بإسناد آخر عن فقيه الشافعية عثمان بن سعيد الأنماطي قال سمعت المزني فذكر نحوه وفي آخره قال عثمان: "وتاران موضع في بحر القلزم لا تكاد تسلم منه سفينة". وعثمان إمام من أئمة الشافعية توفي سنة 288هـ فهي نصوص قديمة جداً.


 





المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الرقص حول النبي صلى الله عليه وسلم !

هل كان سفينة مولى رسول الله صادقاً أم كاذباً أم شيخاً مخرّفاً ؟

سيّدنا بلال يرفض التحديث ويهدّد بالخروج المسلح على أمير المؤمنين