السلطان صلاح الدين الأيوبي يشهد الرقص الصوفي ويقوم للراقص إجلالاً وتوقيراً !
قال عُمدة المؤرّخين الوزير الحافظ ابن الأثير في
الكامل [ ج 9 / 226 ] في ذكر مناقب السلطان صلاح الدين الأيوبي رحمه الله تعالى :
" وأما تواضعه – أي السلطان صلاح الدين - فإنه
كان ظاهراً لم يتكبّر على أحد من أصحابه ، وكان يعيب الملوكَ المتكبّرين بذلك ،
وكان يحضر عنده الفقراء والصوفية ، ويعمل لهم السماع ، فإذا قام أحدهم لرقص أو
سماع يقوم له فلا يقعد حتى يفرغ الفقير ، ولم يلبس شيئاً مما ينكره الشرع ، وكان
عنده علم ومعرفة ، وسمع الحديث [ يعني الحديث النبوي ] وأسمعه ، وبالجملة فكان
نادراً في عسكره كثير المحاسن والأفعال الجميلة ... إلخ " .
الصوفية كانوا قوماً من الدراويش والزهّاد والفقراء
والضعفاء لا شأن لهم بالسياسة ولا المال ...
والسلطان صلاح الدين كان رجل سلطة من الطِرْز الرفيع ،
تهابه الملوك والمماليك ، وتخضع لسلطانه الجيوش والسلاطين ...
ومع ذلك يفسح ذلك السلطان التقيّ النقيَّ للفقراء والصوفية فسحةً ليحضروا مجلسه ويقعدوا بجواره ، فيقوم الفقير يرقص من فرط الفرح بالذكر الجميل لا يهاب أحداً غير الله فيغفل عن السلطان الملك ومن معه من أهل الحرب والسياسة ... فلا يذكر إلا الله
فيقوم
له السلطان صلاح الدين إجلالاً وتوقيراًُ من هول المشهد فلا يقعد حتى يفرغ الفقير ...
" ألا بذكر الله
تطمئن القلوب "
هذا أمر يحتاج إلى تحليل عميق على ضوء الكتاب والسنة بعيداً عن التعصّب والغلوّ ...