أصل أصول الفكر السلفي الجهادي
بناء على ما تقدم يمكننا معرفة الصخرة الأساس التي بُني عليها الفكر
التكفيري الإرهابي، وهي أصل أصول الحركة "السلفية الجهادية" بشتى أصنافها وأطيافها ومنظماتها.
أصل مركب من شِقّيْن:
الأول: الاعتقاد بوجوب
الالتزام بقوانين الشريعة الإسلامية وتحريم التحاكم إلى القوانين الوضعية باعتباره
من أعمال الكفر كما جاء في الفتاوى التي أشرنا إليها في المقالات السابقة ومنها
الفتوى الموقعة من مشايخ المملكة ومنهم الشيخ الجليل ابن باز رحمه الله ونذكركم
مرة أخرى بما جاء فيها:
"فاحذروا أيها المسلمون ما حذركم الله منه، وحكّموا شريعته في كل شيء، واحذروا ما خالفها، وتواصوا بذلك فيما بينكم وعادوا وأبغضوا من أعرض عن شريعة الله، أو تنقّصها، أو استهزأ بها، أو سهّل في التحاكم إلى غيرها"
[فتاوى محمد بن إبراهيم، رقم 4041 / ج 12 / صفحة 260]
الثاني: فتوى شيخ الإسلام ابن تيمية المعروفة بفتوى وجوب قتال الطائفة الممتنعة
عن التزام شرائع الإسلام وإن كانت ناطقة بالشهادتين وملتزمة ببعض شرائع الإسلام.
[مجموع فتاوى ابن تيمية ج 28 صفحة 502]
وبتركيب الثاني على الأول بُني الفكر الداعي إلى الخروج المسلح على الأنظمة الحاكمة في العالم الإسلامي، فمن ثَمّ بدأ الإرهاب في العصر الحديث، وما وراء ذلك من
الآراء المتطرفة فهي مجرد فروع تكميلية كالاختلاف في درجة التكفير أو التوسع في نظرية
التترس أو الهجمات الانتحارية ونحوها.
فالأصل كالصاروخ المجهز بالرأس الحربية، والفروع هي لزيادة الشحنة المتفجرة
أو زيادة مدى التحليق كما جرى عند اعتماد الهجمات الانتحارية.
فمن أراد أن ينقض الفكر فليبدأ بالأصل