المشاركات

عرض المشاركات من ديسمبر, ٢٠١٧

أصل أصول الفكر السلفي الجهادي

صورة
      بناء على ما تقدم يمكننا معرفة الصخرة الأساس التي بُني عليها الفكر التكفيري الإرهابي، وهي أصل أصول الحركة "السلفية الجهادية" بشتى أصنافها وأطيافها ومنظماتها. أصل مركب من شِقّيْن:   الأول: الاعتقاد بوجوب الالتزام بقوانين الشريعة الإسلامية وتحريم التحاكم إلى القوانين الوضعية باعتباره من أعمال الكفر كما جاء في الفتاوى التي أشرنا إليها في المقالات السابقة ومنها الفتوى الموقعة من مشايخ المملكة ومنهم الشيخ الجليل ابن باز رحمه الله ونذكركم مرة أخرى بما جاء فيها: " فاحذروا أيها المسلمون ما حذركم الله منه، وحكّموا شريعته في كل شيء، واحذروا ما خالفها، وتواصوا بذلك فيما بينكم وعادوا وأبغضوا من أعرض عن شريعة الله، أو تنقّصها، أو استهزأ بها، أو سهّل في التحاكم إلى غيرها " [فتاوى محمد بن إبراهيم، رقم 4041 / ج 12 / صفحة 260]   الثاني: فتوى شيخ الإسلام ابن تيمية المعروفة بفتوى وجوب قتال الطائفة الممتنعة عن التزام شرائع الإسلام وإن كانت ناطقة بالشهادتين وملتزمة ببعض شرائع الإسلام. [مجموع فتاوى ابن تيمية ج 28 صفحة 50...

الدعوة السلفية إلى أسلمة القوانين بدأت سلمية لا ثورية

صورة
    إنّ مشكل "القوانين الوضعية" لم يكن في جوهره العميق متعلقاً بالحُسن أو الفساد بل لكونها قوانين أجنبية مستوردة !  من هنا جاء النفور، ومن هنا جاء الرفض، ومن هنا جاء الكفر بها، ولذلك قال الشيخ أحمد محمد شاكر – رحمه الله - عند طرح مشروع أسلمة القوانين المصرية:     "ثم دخلت علينا في بلادنا هذه القوانينُ الإفرنجيةُ المترجمة، ونُقلت نقلاً حرفياً عن أمم لا صلةً لنا بها من دين أو عادة أو عُرف، فدخلت لتشوّه عقائدنا وتمسخَ من عاداتنا، وتلبسنا قشوراً زائفة تُسمّى المدنية". [الكتاب والسنة يجب أن يكونا مصدر القوانين في مصر- صفحة 19]     لكن يجب الإقرار بأنّ الشيخ الجليل الذي يستحسن التكفيريون نقل كلاماته في القوانين الوضعية لم يقصد الوصول إلى سبيل المتطرفين من خوارج العصر، ويكفي للدلالة على ذلك أن نكمل بقية الكلمات التي يبترها التكفيريون عند النقل عنه وفيها يقول - رحمه الله -:    "لست رجلاً خياليّاً، ولستُ داعياً إلى ثورة جامحة على القوانين، وأنا أعتقد أنّ ضرر العنف الآن أكثرُ من نفعه، إنما قمتُ فيكم أدعوكم ...

عودة إلى جذور التكفير ... أسلمة القوانين المصرية

صورة
           مع نشأة الدول الحديثة بعد سقوط الخلافة العثمانية كانت هنالك سلسلة من الجهود لأسلمة القوانين المدنية منها - على سبيل المثال - حركة الشيخ أحمد محمد شاكر – رحمه الله - رئيس السلفية بمصر فقد ألقى سنة 1941 محاضرة على جمع من العلماء والقضاة عرض فيها خطة عملية لأسلمة القوانين المصرية، ثم طبع مضمون المحاضرة بإضافات سنة 1944 في كتاب بعنوان "الكتاب والسنة يجب أن يكونا مصدر القوانين في مصر"،   وكان الشيخ عضو المحكمة الشرعية العليا وكانت تلك الجهود في سياق الصراع المحموم بين الفكر العلماني والإسلامي، لكن الخطة جاءت بنتائج عكسية عند قيام الثورة الناصرية التي اجتثت الملكية ومن بعدها المحاكم الشرعية بمقتضى قانون توحيد الهيئات القضائية سنة 1955م              في تلك السنة تحديداً اشتدّ الجدل في السعودية حول المحاكم المدنية وما يعرف بمشروع "الغرفة التجارية" لفض النزاعات المالية.        لكن الحركة السعودية كانت بلون آخر وطعم آخر لكونها قلعة الإسلام وقبلة المفكّرين وال...

إني نُهيتُ عن قتل المصلين

صورة
   الأنذال الخوارج - لعنهم الله - شنّوا الغارة على المصلين في المسجد يوم الجمعة فعن أي شريعة يتكلمون وبأي دين يدينون، وقد روى ابن حبان في صحيحه عبد الله بن عدي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بينا هو جالسٌ بين ظَهْرَانَيِ الناس ، إذ جاءه رجلٌ يستأذنه أن يُسَارَّهُ في قتل رجلٍ من المنافقين ، فَجَهَرَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم بكلامه، فقال:   أليس يَشْهَدُ أن لا إله إلا الله ؟    قال: بلى يا رسولَ الله، ولا شهادةَ له ! قال: أليس يَشهَدُ أنّي رسولُ الله ؟          قال: بلى يا رسولَ الله، ولا شهادةَ له ! قال: أليس يصلّي ؟  قال: بلى ولا صلاة َ له !   قال: أُولَئِكَ الَّذِينَ نُهِيتُ عَنْ قَتْلِهِمْ. وروى أحمد وأبو داود عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:   "إني نُهيتُ عن قتل المُصَلّين". وروى البخاري في الأدب المفرد عن أبي أمامة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إني نُهيتُ عن ضَرْبِ أهلِ الصلاة" [سلسلة الأحا...