وفاة الملا عمر وانكشاف الخديعة الكبرى



 
في السنة الثالثة من الهجرة النبوية في غزوة "أُحُد" أشيع في الناس أن النبي صلى الله عليه وسلم قد مات أو قُتِل فكان للخبر وقعٌ كوَقع الزلزلة ليمحّص الله الذين آمنوا ويمحَقَ الكافرين، فارتدّ ناسٌ من الذين في قلوبهم مرض ، أركسهم الله بما كسبوا فلم يضرّوا إلا أنفسَهم ولم يضرّوا اللهَ شيئاً . فأنزل الله تبارك وتعالى قوله : 
"وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ ، أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ ، وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا ، وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ"

     حادثة تارخية قرآنية خلّفت للمسلمين دروساً منهجية ، من أهمّها درسٌ بليغٌ في فنّ الإدارة السياسية وبناء الدولة، ملخّصه أن الأمة الإسلامية يجب أن تبنى على المؤسسات ولا تبنى على أفراد تنهار بغيابهم حتى وإن كان ذلك الفرد هو الكلُّ في الكلِّ ، والأصل الذي بنيت عليه فروع الحركة أو الشجرة الطيبة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .
    فَهِمَ الصحابةُ - رضوان الله عليهم - ذلك الدرس جيّداً واستوعبوه فلما كانت السنة العاشرة من الهجرة مَرِض رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يُخْفِ أصحابه مَرَضَ موته ، وكانت الظروف محفوفة بالمخاطر إذ فُتن ناس كثير من المسلمين .
     ارتدّ أهل اليمن عن الإسلام وخرجوا مع الأسود العنسي المتنبئ الكذاب ، وارتد أهل اليمامة فخرجوا مع مسيلمة المتنبّئ الكذاب ، وتربّص بعضهم في انتظار الإعلان عن وفاة النبي صلى الله عليه وسلم ، ثم شاء الله أن يموت الحبيب صلى الله عليه وسلم والموت حق على الناس فلم يُخفِ أصحابُه موتَه فلم يُرجئوا الإعلان عن موته يوماً واحداً ...
ولا ليلة واحدة !
      بايع الناس أبا بكر الصديق رضي الله عنه خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يأبَه لمرتد على عقبيه وكانت أولى كلماته :
"مَنْ كان يعبد محمداً فإنّ محمداً قد مات ، ومن كان يعبد اللهَ فإنّ الله حيٌّ لا يموت"
وكذلك فعل الخلفاء الراشدون المهديّون من بعده ، أمة كالبنيان المرصوص يشدّ بعضُه بعضاً ، مبنية على الصلاح والصدق والوفاء بالعهد .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

"مَنْ غَشَّنا فليس منّا"
وفي رواية أخرى :

"أيها الناسُ لا غشَّ بين المسلمين ، من غشّنا فليس منا"

وفي رواية :

" من غشنا فليس منا ، والمكر والخداع في النار "

ثم دارت الأيام ...
جاءت السنوات الخدّاعة فتزعّم الملا عمر شعبَ الأفغان بنبوءة المنام المغلّف بالكساء النبوي .
كذب على الذقون ..
مكر وخداع .. كسوة يؤمن العوام بها ويعرف العقلاء أنْ لا دليل على صحة نسبتها .
يقولون :  نورٌ على نور !
بل زورٌ على زور ، خديعة كبرى خدع بها شعبٌ أمي أنهكته الحروب والمكائد
ما الملا عمر إلا كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" المتشبّع بما لم يُعطَ كلابس ثَوْبَيْ زُور "

   لكنْ المراقبون من أولي الألباب يشهدون ويقرّون بنجاح الخديعة ، فقد أصبح الملا الأعور زعيماً استثنائياً غير قابل للاستنساخ [ على الأقل في الوقت الحالي ] .
    إمام بلبوس النبوة هو بالطبع زعيم استثنائي بكل المقاييس .

    ثم دارت الأيام فمات الملا عمر خارج الحدود الأفغانية ولمّا تجفّ - بعدُ - فضيحة " أبوت آباد " ..
أُسقط في أيدي صانعيه ما يفعلون بخبر موته ، وأين يوارون جثته ؟ أيحفظونه على هُون في الثلاجة أم يدسّونه في التراب في قبر غامض ، في ليلة ظلماء ؟
متى وأين وكيف ؟
قترة غامضة اضطروا خلالها إلى بناء كذبة كبرى على الخديعة العظمى فكتموا وفاته ومرّروا الإصدارات المزوّرة من البيانات وأخذ البيعات .
وصاحبنا الظواهري ينقض بيعة البغدادي ببيعة الملا عمر ويجنّد الأجناد باسمه .. والرجل يا حسرة جثة هامدة خلف البرزخ ميّت وشابع موت !
بيعة باطلة ومكر خسيس وخداع فاجر ... وصداع رأس

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الرقص حول النبي صلى الله عليه وسلم !

هل كان سفينة مولى رسول الله صادقاً أم كاذباً أم شيخاً مخرّفاً ؟

سيّدنا بلال يرفض التحديث ويهدّد بالخروج المسلح على أمير المؤمنين