وفاة الملا عمر وانهيار امبراطورية الكذب




الملا عمر خرج من قمقم في عَماء ، وأعيد إليه يوم الزحف الأكبر في عَماء .
مات في مكان ما ، في بيت ما ، في بلد ما ، تحت حراسة جهاز ما !
ظهر في ظروف غامضة !
وكان يتنقّل على حمار الدجال "الموترسايكل" في ظروف غامضة لا يعلم أحد إلى أين يذهب ؟ ومن أين يجيء ؟

الجنرال حميد غول - رحمه الله - صانع المعجزات ومروّض الوحوش الإسلامية
اختفى في ظروف غامضة !
ومات في ظروف غامضة !
ثم أعلن عن وفاته في ظروف غامضة ! بعد إصابته بمرض غامض  !في يوم غامض  !قبل فترة غامضة ! كانت خلالها قيادة الحركة تصدر بيانات رسمية غامضة باسم الملا عمر قبل أن تنهار امبراطورية الكذب في جُرُفٍ هارٍ..
أتبعه بأيام معدودة إعلان غامض عن وفاة الجنرال حميد غول مروّض الوحوش الإسلامية ، صانع الملا عمر وصاحب صندوق الأسرار الغامضة ...
هذا بإيجاز مختصر سيرة أمير المؤمنين الملا عمر .
 
     مسكين هو الشعب الأفغاني كُتب عليه أنْ يكون في قلب الإعصار الدولي تتقاذفه أمواج الصراع الإقليمي والعالمي ، وما الملا عمر وابن لادن والحركات الجهادية إلا بيادق وجواكر ورقية طُرحت في الوقت المناسب وحذفت في الوقت المناسب .
لعبة قذرة كان فيها الملا عمر مجرد لاعب صغير بين أقدام الكبار ...

رسْمٌ كاريكاتوريٌّ من مجلة بَنش عام 1878 يُظهِر أفغانستان وهي محاصرةٌ بين الدُّبِّ الروسيِّ والأسدِ البريطانيِّ
   بدأت حركة الملا عمر في ظروف غامضة سنة 1993 – 1994 أي مع اقتراب نهاية المهلة المحددة لتقرير المصير في المناطق القبلية الباكستانية ذات النزعة الانفصالية ومع انتهاء مهلة المئة سنة أو التسع والتسعين التي حَدَّها ووعد بالوفاء بها وزيرُ خارجية الهند البريطانية Sir Mortimer Durand على غرار مهلة هونغ كونغ ، لكن الدبلوماسي البريطاني كان قد تعامل بمكر مع الأفغان على مبدأ "ليس علينا في الأميين سبيل" فرسم على الورق الخط الحدودي الفاصل بين أفغانستان والهند البريطانية [ باكستان ] واكتفى بالتعهّد الشفوي في تحديد المهلة المؤقتة ؟؟؟ واضطر الأمير عبد الرحمن خان إلى الخضوع للاتفاقية تحت الضغط البريطاني فسلبت أقاليم أفغانية بذلك الخط المصطنع دون رضاً أو استفتاءٍ الشعبي أما البلوش فحكايتهم أخرى ..


  

      السلطات الباكستانية لم تزل تدرك أن مشكلة الحدود الأفغانية والقبائل الحدودية وعلى رأسها بالطبع إقليم بلوشستان الذي يفتقر للشرعية القانونية لا تقل تعقيداً عن المشكلة الكشميرية . 




قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
"سيكون في أمتي ثلاثون دجالاً [ كذّاباً ] ، كلّهم يزعم أنه نبي"

   الملا عمر لم يدّع النبوة صراحةً ولم يزعم أنّ المَلَك جبريل - عليه السلام - قد تنزّل عليه برسالة من السماء كما تنزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لكن الملا عمر  لما تحرّك في ظروف غامضة سنة 1994 زعم أنّ النبي صلى الله عليه وسلم هو الذي تنزّل عليه في المنام وأمره بالنهوض لمحاربة الفساد !؟

   في صباح تلك الليلة نهض الملا عمر ليلبي نداء السماء  باعتبار أنّ الرؤيا الصالحة جزءٌ من ستة وأربعين جزءاً من النبوة . وقد أتمّ الملا عمر تكملةَ التجزئة الناقصة بحيلة غامضة لا يُعرف من أوحى إليه بها ؟

     ذهب الملا عمر إلى مزار بقندهار يُعرف بمسجد عباءة النبي صلى الله عليه وسلم ، فيه عباءة قديمة يزعم الناس هناك أنها عباءة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكانت العباءة في صندوق من فضة محفوظة عند قيّم ، لا يجرؤ أحد على المساس بها أو الاقتراب منها لعظم ما لها من قُدسيّة في نفوس الناس .

    لكن الملا عمر لما تغلّب على قندهار أصبح صاحب السلطان الأعلى في المدينة فأمر القيّمين على المزار بفتح الصندوق المقدّس ثم استخرج العباءة وتوشّح بها فغطّى بها وَسْمَهُ وعَوارَ دجله وأتمّ بها تكملة التجزئة كما فعل المختار الثقفي لما أخرج الكرسي إلى الناس وقال للناس هذا كتابوت بني إسرائيل فيه سكينة ورحمة وبقايا مما ترك آل محمد صلى الله عليه وسلم ففتن الناس به .
وكذلك فعل الملا عمر ، صعد على سطح ، فبرز للناس في مشهد مهيب مقدّس حتى أصيب بعضهم بما يشبه ضربة الشمس فسقط بعض الحضور مغشيّاً عليه من هَوْل ما رأى وبويع له في ذلك اليوم بإمرة المؤمنين .
 
    نجحت الحيلة فسحبت المخابرات العسكرية الباكستانية الغطاء من قادة الميلشيات الجهادية الأفغانية الموالية لها ودفعت بالملا عمر عملاً بنظرية ملء الفراغ فاجتاح أفغانستان في أيام معدودات لا يصدّه صادٌّ حتى ظنّ الأميّون أنّه - حقّاً - مؤيّد من السماء ، وأنّ حركته من معجزات النبوة وبركة كساء النبي صلى الله عليه وسلم .. قبل أن تنكسر موجة الفتوحات الربانية على أحجار شاه مسعود إذ كان خارج الغطاء الباكستاني .

مسكين هو الشعب الأفغاني ..
ومساكين هم كتاكيت الجهاد .. حمزة وإخوانه 

فللحديث بقية وبها ستعلم لماذا أقحمت الكلام عن الملا عمر في ثنايا الحديث عن الهجرة إلى الحبشة وقصة سيدنا يوسف عليه السلام ...

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الرقص حول النبي صلى الله عليه وسلم !

هل كان سفينة مولى رسول الله صادقاً أم كاذباً أم شيخاً مخرّفاً ؟

سيّدنا بلال يرفض التحديث ويهدّد بالخروج المسلح على أمير المؤمنين