المشاركات

عرض المشاركات من سبتمبر, ٢٠١٤

شواهد تطبيقية لنظرية " الرحمة "

أنزل الله تعالى من فوق سبع سماوات أمراً بشدّ وثاق أسارى الحرب ... النصّ واضح : بسم الله الرحمن الرحيم " فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب ، حتى إذا أثخنتموهم فشدوا الوَثاق "            تلقى أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم هذا الفرَمان الإلـهي عن رسول الله عن جبريل عن ربّ العالمين ، الرحمن الرحيم     جاء موعد التنفيذ والعمل ... أقبلت قريش يوم بدر بخيلها وخيلائها تحادّ اللهَ ورسولهَ . وخرج إليهم النبي صلى الله عليه وسلم مع المهاجرين والأنصار وأنزل الله تعالى :  " لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادّون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم "        التقى الزحفان في يوم ساخن مشمس .. استبق فيه الخصمان إلى الماء ليتبرّدوا به من لهيب الحر ...     فلما بلغت الشمس كبد السماء ، وكانت الحروب في العصور القديمة منهكة للجسم .. صياح وسِباب .. مبارزة بالسيوف .. ورمي بالسهام ومطاعنة بالرماح .. مصارعة .. مضاربة .. وملاكمة ....

الرحمة مفتاح فقه الشريعة الإسلامية

بعد الخوض في محلّ العقل ؛ أهو الدماغ أم القلب نصل إلى جني الثمار من ذلك المخاض .. الآن يمكننا الانتقال إلى تفسير قول الله تعالى : " أفلا يتدبّرون القرآن أم على قلوب أقفالها "     ألا يعني هذا أنّ للقلب أبواباً تفتّح وتُغلق بإذن الله ؟ فإذ كان كذلك فإن العقل السليم لا يكون إلا بالقلب السليم ، فإن أقفلت بعض أبواب القلب فَقَدَ الدماغُ القدرةَ على العقل السليم ، ولذلك حرّم النبي صلى الله عليه وسلم على القاضي أن يحكم بين الخصمين وهو غضبان . وأما من غُلّف قلبه بالمغاليق وأُقفِلت أبوابه كلّها فإنّه لا يفقه من كلام الله والشريعة الإسلامية شيئاً ، ولو كان سمعه شديداً وبصره حديداً . كالذين وصفهم الله تعالى بقوله : " وقولهم قلوبنا غُلفٌ بل طبع الله عليها بكفرهم " .               والدماغ هو الآخر له أبواب تفتّح وتُغلق بإذن الله .. فالسمع والبصر والحواس وسلامة العضو الدماغي " المخ " هي مفاتيح الدماغ السليم . وقد يعمل الدماغ ببعض أبوابه المفتحة دون بعض فتقل الجودة ولا يبطل المفعول كالأعمى حتى إذا أغلقت الأبواب كلّها خرج ال...

العقل : محلّه الدماغ أم القلب ؟ (3)

      تبيّن مما تقدّم أن الدماغ الإنساني لا يعمل كالأدمغة الآلية الجامدة كالحاسوب وأجهزة الكمبيوتر ونحوها بل هو مخلوق من صنع الله مشبّكٌ بروح منفوسة ، وما أدراك ما الروح ، معقودٌ بعواطف وعروق وخلايا عصبية وغُدد ومجموعة من الأعضاء الحيوية ومنها القلب كما أثبت العلم الحديث ، والله عز وجل يقول : " وما أوتيتم من العلم إلا قليلا " ... .           وما زال شعراء الغزل قديماً وحديثاً يذكرون القلب ودروه في فضح العقل الباطني للإنسان ونظموا في ذلك أشعاراً كثيرة فمن القديم قول الأخطل : إنّ الكلام لفي الفؤاد وإنما .... جُعل اللسان على الفؤاد دليلاً    ومن الحديث قول الشاعر اليمني يتغزّل بمحبوبته :    بيني وبينك كلام ما كان حد يدريه ... لكنّ قلبي وشى بي وافتضح أمري       وهذه النظرية العلمية كانت معروفة منذ العصور السحيقة قبل الإسلام وبعده لكن ورودها في القرآن الكريم ثبّت دعائمها كعقيدة من عقائد الإسلام فترسّخت في الأدب العربي منذ العصور الإسلامية الأولى .     و...

العقل : محلّه الدماغ أم القلب ؟ (2)

      أثبت العلم الحديث أن الدماغ يتكوّن من أجزاء منها المخ ومنها المُخيخ بالإضافة إلى النخاع الشوكي ، كما أثبت العلم الحديث أن لكلّ من تلك الأعضاء وظائف دماغيّة ، بعضها مكلّف بأنشطة وحركات إرادية وبعضها مكلّف بحركات غير إرادية ، وفي المحصّلة الدماغ عنصر أساسي في الأعضاء المسؤولة عن الفكر والنظر والإرادة وهذا الكشف العلمي لا يعارض – البتة - شيئاً مما جاء في القرآن الكريم .      لأنّ العلم الحديث أثبت كذلك أن الدماغ أي العضو المسؤول عن الفكر والنظر والإرادة مشبّك بمجموعة من الأعضاء الحيويّة ، معقود بعضها ببعض لا يمكن للدماغ أن يعمل بعقل سليم في انفصام عنها ، وأثبت العلم الحديث أن اختلال التوازن في العقود المعقّدة بين تلك الأعضاء قد يؤدي إلى تلف الدماغ أو اختلالٍ في التفكير والإرادة السليمة ، وبعض الأعضاء التي تقوم بحركات لا إرادية قد يكون لها تأثّر على الأعضاء الدماغية المسؤولة عن الفكر والنظر واتخاذ القرارات الإرادية .      هذه الحقائق لا تخفى على أهل الاختصاص في علم الأدمغة من الجانبَيِْن ؛ الفيزيولوجي والسيكولوجي ، لكن...