المشاركات

عرض المشاركات من 2014

علّة حديث " ثم تكون خلافة على منهاج النبوة " 2

   اشتدّ المرض العضال ومات الطيالسي رحمه الله .... وبقي صاحبه القزويني ... وشاء الله أن يفضح القزويني قبل عام من موته حين وصل إليه الإمام أبو حاتم الرازي وخاله محمد بن يزيد وتفحّصا أحاديثه عن شيوخ العراق فظهر لهما أنه يكذب على أهل قزوين في روايته عن   شعبة بن الحجاج   ... والحكاية ذكرها ابن أبي حاتم في كتابه الجرح والتعديل .      تفطّن العلماء للقزويني فأفردوا له ترجمة خاصة في ثلبه كقول الذهبي في الميزان : " داود بن إبراهيم قاضي قزوين عن شعبة ، قال أبو حاتم : متروك الحديث كان يكذب " اهـ .     ومن ثمّ اختلط الأمر على بعض المحدثين والمؤرخين فظنّوا أنّ داود بن إبراهيم الذي يروي عنه الطيالسي هو شخص آخر ثقة واسطي غير القزويني ففرقوا بينهما في كتب الرجال لأن الأول واسطي موثّق ، والثاني قزويني متهم بالكذب ، وخفي الأمر على بعض المحدثين كالألباني رحمه الله فصحح الحديث ..     الإمام أسلم بن سهل [ ت 292 هـ ] صاحب تاريخ واسط ذكر في كتابه أسماء العلماء من أهل واسط ومن ورد عليها فلم يذكر " داود بن إبراهيم " ...

علّة حديث " ثم تكون خلافة على منهاج النبوة "

العلّة : سببٌ خفيٌّ في الحديث يوجب ضعفَه ...     و الحَمْل في هذا الخبر المكذوب على داود بن إبراهيم الواسطي القزويني المتهم بالكذب وإن وثّقه الإمام الصدوق ، المريض بالجذام والنسيان ؛ أبو داود الطيالسي !           الإمام أبو داود الطيالسي صاحب المسند الشهير كان شيخاً سُنيّاً ، صدوقاً   حافظاً لا يتعمّد الكذب ، لكنه مرض بالجذام في سِنِيِّ الطلب .          وما أدراك ما الجذام وما يفعل الجذام في الأزمنة الغابرة قبل اكتشاف اللقاحات والأدوية الحديثة ... يسري في عروق الجبهة ويمضي إلى العينين والأطراف والحواس فيتلفها ويأكلها أكلا ..       بالطبع ! لم يعد الطيالسي الصدوق قادراً على معاهدة كتبه والاعتماد عليها فاتكل على حفظه ، فوقع في الخطأ والغلط والتخليط عن غير قصد ... وهو نفسه كان يعترف بذلك ...     هنالك روايات كثيرة تدلّ على ما تقدّم ، لم ينكر ذلك حتى أقرب المقرّبين إليه ممن شهد له بالحفظ كالإمام أحمد بن حنبل ، وقد روى البغدادي في التاريخ عن أبي مسع...

تكون نبوة ثم تكون ملكاً عاضاً ثم تكون ملكاً جبرياً ثم تكون خلافة على منهاج النبوة ... حديث موضوع لا يصح

حديث نبوي اشتهر على الألسنة منذ عقود بعد أن أدرجه الألباني رحمه الله في سلسلته الصحيحة ولفظه : " تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون ، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون ملكًا عاضًا فيكون ما شاء الله أن يكون، ثم يرفعها إذا شاء الله أن يرفعها، ثم تكون ملكًا جبرية فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة " .      ما حكاية هذا الخبر ؟     بعد أن أشاع خصوم الأمويين حديث سفينة للطعن على دولة بني أميّة ، زادوا على النبوءة المكذوبة زيادة لنصرة الانقلاب السياسي العباسي على بني أميّة ، وولّدوا أحاديث كثيرة كأحاديث الرايات السود وغيرها ، وزادوا على خرافة سفينة زيادة تبشّر بعودة الخلافة على منهاج النبوة .     كان الكذّابون في زمن الرواية يعمدون إلى المشاهير من المحدّثين المأمونين ممن لم يحسن ضبط مرويّاته لسبب من الأسباب فيدسّون إليهم تلك الأحاديث المكذوبة فيأخذها الناس عنهم ، وسوف نكشف في مقال لاحق بعض تلك الأساليب المتنوعة الماكرة ونضرب لها أمثلة بإذن الله تعالى . ...