المشاركات

عرض المشاركات من يونيو, ٢٠١٨

صداع الإسلام السياسي

صورة
           الخلاصة مما تقدّم أن الشريعة الإسلامية النبوية [أو بعبارة أخرى] الفرمانات القانونية الصادرة في العهد النبوي منها ما صدر بمنصب الرسالة فيكون شرعاً عاماً إلى يوم القيامة إلا إذا قيّد بمتغيّر فتكون قابلة للتغيير، ومنها ما صدر بمنصب الإفتاء أو القضاء، ومنها ما صدر بمنصب الإمامة والرئاسة ف يكون مصلحة للأمة في ذلك الوقت وذلك المكان، وعلى تلك الحال فيلزم من بعده من الأئمة مراعاة ذلك على حسب المصلحة التي راعاها النبي ﷺ زمانا ومكانا وحالاً ، كما قال ابن القيم رحمه الله . وبالغلط في تمييز مقامات التشريعات النبوية اختلطت الشريعة على كثير من السلف والخلف وقد صحّ بالتواتر عن عبد الله بن وهب محدّث المصريين في القرن الثاني أنه كان يقول في مجالسه مراراً وتكراراً : " لولا أني أدركت مالكاً والليث لضللتُ " ويقول : " لولا أنّ اللهَ أنقذني بمالك والليث لضللتُ " ويقول : " لولا مالك والليث لضلّ الناسُ، ولولا مالك بن أنس والليث بن سعد لهلكتُ، كنتُ أظن أن كل ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم يُفعل به ...

هل الشريعة النبوية صالحة لكل زمان ومكان ؟

صورة
     بالعودة إلى حكاية ابن أبي ذئب ومالك بن أنس (*) يمكننا فكّ لغز "القوانين الوضعية" .      فقهاء السنة كالإمام مالك كانوا يرون أن الشريعة [أو القوانين الصادرة في العهد النبوي] ليست "كلّها" صالحة لكل زمان ومكان !! ولذلك تركوا العمل بتشريعات نبوية كحديث " البيعان بالخيار " و " من قتل قتيلاً فله سَلبُه " ونحوها، باعتبارها قوانين وضعية منتهية الصلاحية !       لكن الأولين عبّروا عن هذا المعنى "الخطير" بمصطلحات زمانهم كقول الحافظ ابن قيّم الجوزية في التعليق على حديث : " من قتل قتيلاً فله سلبُه " :       " اختلف الفقهاء؛  هل هذا السَّلَب مستحقّ بالشرع أو بالشرط ؟   - إلى قوله - :    " ومأخذ النزاع أن النبي ﷺ كان هو الإمام والحاكم والمفتي وهو الرسول ، فقد يقول الحكمَ بمنصب الرسالة فيكون شرعاً عاماً إلى يوم القيامة ... وقد يقوله بمنصب الإمامة [ وهي القوانين الوضعيّة ] ، فيكون مصلحة للأمة في ذلك الوقت وذلك المكان، وعلى تلك الحال فيلزم من بعده م...

أول مشاركة إسلامية في المنافسات الرياضية الدولية

صورة
       بقليل من الذكاء والتحرّر الفكري والمذهبي يمكن للعاقل أن يستنبط الكثير من الفوائد  الرياضية والصحية والدينية والسياسية إذا تأمّل قصة ا لم نافسة الرياضية بين محمد بن الحنفية والعلج الرومي البيزنطي المسيحي التي وقعت سنة 41 هـ بحضرة رؤساء الأمة الإسلامية، ويكفي في هذا المقام نشير إلى فائدتين :   - الكشف عن أوّل مشاركة إسلامية في المنافسات الرياضية الدولية . - المنافسة لم تكن " مصارعة حُرّة " بل مقيدة بقوانين وضعية أملاها منافس مسيحي روماني  فقبل المسلمون بها، وهي شبيهة بما يُعرف في العصر الحديث برياضة "المصارعة الرومانية" المدرجة في الألعاب الأولمبية ، وقولهم "الرومانية" هو نسبة إلى الجهة التي ابتكرت اللعبة ووضعت قوانينها الوضعية  القابلة للتغيير.        هنا أدعو القارئ للرجوع إلى ما ذكرته في بداية حديثي عن القوانين الوضعية فقد أشرتُ إلى إشكالية عدم فهم المصطلحات القديمة التي كانت جارية على لسان السلف الصالح إذ لم تكن كلمة " قانون وضعي" في لسان العرب فكانوا يعبرون ...

تحريم كرة القدم بمحظور القوانين الوضعية ! صافرة حكم ... اخرج أنت مخرف

صورة
    زعم الدكتور السلفي خريج جامعة الملك عبد العزيز أنّ لعبة " كرة القدم " محرمة بمحظور تحكيم " القوانين الوضعية " [ يعني قوانين الفيفا كالفاولات والكروت الصفراء والحمراء ] وبمحظور ترك قوانين الشريعة الإسلامية كقوانين الجنايات والقصاص ف العين بالعين والسن بالسنّ " !!         ولترسيخ تلك النظرية المهيبة مط " ذياب " مقدمة كتابه مطّاً في الحديث عن تاريخ نشأة الألعاب الأولمبية حتى اضطر إلى الاستعانة بمنحوتات الفراعنة وتأريخ الوثنيين من الروم البيزنط  لتحديد مبدأ الألعاب وقوانينها سنة 776 قبل ميلاد المسيح!!   لماذا !!!؟     ليقنعنا بأن للرياضة وقوانينها جذوراً وثنية  !        لكن عقلاؤنا من السلف الصالح كان لهم ولله الحمد رأي آخر، فقد روى المؤرخون الحفاظ الفقهاء؛ المعافى بن زكرياء في الجليس الصالح ، ابن عس اكر في تاريخ د م شق و ابن كثير في تاريخه، والسيوطي في حسن المحاضرة :      " أن قيصر ملك الروم كتب إلى معاوية:   إني...

فتوى تحريم مشاهدة المونديال

صورة
          للمتطرفين عندنا رأيٌ آخر في مونديال كأس العالم لكرة القدم يغشاه بغضٌ وكُرهٌ عميق تمتد جذوره إلى فتاوى الشيخ ابن باز وهيئة الإفتاء إذ فرضت قيوداً وأغلالاً على لعبة الكرة كتحريم لعب الرجال بالسروال القصير لأنّ الفخذ عورة !! وعليه صدرت فتاوى قديمة تقضي بتحريم مشاهد المباريات التي لا تلتزم بذاك الشرط لأن النظر إلى أفخاذ الرجال حرامٌ !!    فمن تلكُمُ "النُكتة" بدأت حكاية " البغض في الله " من " التحريم "  إلى " التكفير " !       أيقونة من أيقونات الصحوة الإسلامية تخرّج بجامعة الملك عبد العزيز وحصل على شهادة الدكتوراه في الدراسات الإسلامية يُدعى " ذياب بن سعد آل حمدان الغامدي " ألف كتاباً ضخماً من 604 صفحة بعنوان:   " حقيقة كُرَة القدم "   كتاب عجيبٌ تتبع فيه الكاتبُ تطوّر الألعاب الرياضية من سنة 776 قبل ميلاد المسيح مبدأ الألعاب الأولمبية إلى مشاركة المنتخب الكويتي في مونديال كأس العالم لكرة القدم 1982 !!         فَلَتّ وخَبَص...