الهجمات الانتحارية أجيزت بالسكوت وكسل العلماء
قبل عقود من الزمان
كان فقهاء السُنّة على قولٍ واحدٍ في تحريم العمليات الانتحارية عَمَلاً بقول الله
تعالى:
"ولا تقتلوا أنفسَكم"
وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"مَنْ تردّى من جبل فقتل نفسه فهو في نار جهنّم يتردّى خالداً
مُخلَّداً فيها أبداً، ومن تَحَسَّى سُمّاً فقتل نفسَه، فسمُّه في يده يتحسّاه في
نار جهنّم خالداً مُخلّداً فيها أبداً، ومن قتل نفسه بحديدة، فحديدته في يده
يَجَأُ بها في بطنه في نار جهنّم خالداً مُخلّداً فيها أبداً".
[متفق على صحته]
وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"مَنْ قتل نفسَه بشيءٍ في الدنيا عُذّبَ به في نار جهنّم يوم
القيامة"
[متفق على صحته]
ولذلك أعرض المجاهدون في أفغانستان عن صدّ الغزو السوفييتي بالهجمات
الانتحارية والتكتيكات الإرهابية القذرة، ولولا ذلك لعجّلوا بدحرهم لكنّهم قالوا:
" حدودُ الله أولى، وكلمة الله هي العليا، نصبر ونحتسب، ونستعينُ اللهَ عليهم"
عملاً بقول الله تعالى:
"أنْ تكون أمةٌ هي أربى من أُمّة إنما يَبْلُوكُم الله به"
وقول الله تعالى:
"ولو يشاء الله لانتصر منهم ولكن ليبلُوَ بعضَكم ببعض، والذين قُتلوا
في سبيل الله فلن يُضلّ أعمالهم"
ثم شاء الله أن يأخذ بعضنا عن بعض الفرق المخالفة لمنهج السُنّة فاستحسن بعض الفدائيين الفلسطينيين تكتيكَ الهجمات الانتحارية فأجازها لهم
بعضُ فقهائنا ببعض المشبّهات من النصوص الظنيّة، وسكتت جمهرة الفقهاء نِكايَة
بالإسرائيليين فمرّت مَرّاً خفيفاً فلمّا أثقلت وطال شرُرها بلاد المسلمين تكلّم
الساكتون بعد فوات الأوان فقالوا هي حرامٌ بالنصوص القطعيّة!
ءآلْآنَ وقد تلقّفها السفهاءُ والصبيان وارتقت عندهم
بسكوتكم من الظنيّة إلى القطعيّة؟
بمثل هذا ينحرف الدين وتضيع السُنن
يا أهل العلم من رأى منكم
باطلاً فليتكلّم بلسانه قبل فوات الأوان، ألم تسمعوا قول الله تعالى:
"إنّ الذين يكتمون ما أنزلنا من البيّنات والهُدى من بعد ما بيّناه
للناس في الكتاب، أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون، إلا الذين تابوا وأصلحوا
وبيّنوا فأولئك أتوبُ عليهم وأنا التوّاب الرحيم"
تذكّروا قول الله تعالى:
"ولا يجرمنّكم شنآن قوم أنْ صدّوكم عن المسجد الحرام أنْ تعتدوا،
وتعاونوا على البرّ والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان، واتقّوا الله إنّ
الله شديد العقاب"
قال الحافظ ابن كثير في تفسير الآية:
"أي :
لا يحملنكم بغضُ قوم قد كانوا صدوكم عن الوصول إلى المسجد الحرام، وذلك عام الحديبية
، على أن تعتدوا في حكم الله فيكم فتقتصوا منهم ظلما وعدوانا، بل أحكموا بما أمركم
الله به من العدل في كل أحد".