المشاركات

عرض المشاركات من أبريل, ٢٠١٦

يا أهل الإسلام : من عندنا يبدأ الغسيل

صورة
         لشرّاح الحديث النبوي أقوال كثيرة في استنباط الفوائد النفيسة من قصة النبي صلى الله عليه وسلم مع صفية أم المؤمنين رضي الله عنها، أذكر منها قول ابن بطّال المالكي في شرح الصحيح معلّقاً على قول النبي صلى الله عليه وسلم "إنها صفية" قال - رحمه الله -: " فغيره [أي غير النبي صلى الله عليه وسلم] ممن ليس بمعصوم أولى بخوف التهمة، وإنما فعل ذلك ليسنّ لأمته البُعد عن مواضع التهم". وقول الحافظ ابن الجوزي : "هذا الحديث يأمر بالتحرّز من كلّ مكروه يخطر بالظنون، وينهى عن مقام الرّيب، ويحثُّ على حفظ العرض من ألسنة الناس". وق و ل الحافظ ابن رجب الحنبلي: "فيه دليل أنّ طلب البراءة للعِرض ممدوحٌ كطلب البراءة للدين"       ويفهم من ذلك أن المسلم وإنْ كان في سريرته وباطنه سالماً بريئاً نقيّاً طاهراً هو مطالب بالمبادرة لتحسين صورته وتبرئة ساحته إذا ارتاب الناس منه، أيّاً كان سبب الارتياب، ولذلك أوصى الإمام الغزالي المسلمين بأن لا يُعجبوا بأنفسهم فيقولوا:  "إنّ مثلنا لا يُظنُّ بهم إلا خيراً" ...

المسلمون هم المطالبون بتحسين صورتهم

    حتى النبي صلى الله عليه وسلم – أنقى الناس وأتقاهم - وجد نفسَه في زاوية الفوبيا فانظروا كيف أدّب أمتَه . قصة رهيبة اقرأها وتدبّروا معانيها             كان النبي صلى الله عليه وسلم يعتكف في العشر الأواخر من رمضان، يقيم في المسجد النبوي لا يخرج منه، يقرأ القرآن ويذكر الله ويعظ من عنده في المسجد من الناس، في خير الليالي، في خير البقاع، في روضة من رياض الجنة.       كان أحياناً يقول : "من يُوقِظ صواحِبَ الحُجرات" أي من يوقِظُ أزواجه من النوم ليصلين معه، فاجتمعن عنده في ليلة من ليالي رمضان ثم انصرفن إلى الحُجرات، وكانت حُجرات النبيّ صلي الله عليه وسلم حوالي المسجد ملاصقة لجداره، لها "خَوْخة" وهو باب داخلي صغير يصل الحُجرات بالمسجد مباشرة.      في تلك الليلة المباركة أيقظ نساءه للصلاة في المسجد النبوي فحضرت معهنّ أمُّ المؤمنين صفية رضي الله عنهنّ جميعاً، ولم يكن لصفية نصيب من الحجرات بل كان مسكنها بعيداً عن المسجد، في بيت من بيوت النبي صلى الله عليه وسلم، فلما تأخّرت معه...

المسلم في قفص الاتهام

صورة
    عن قصد أو عن غير قصد – أحياناً – قد يجد المسلم نفسه في قفص الاتهام محشوراً في زاوية حرجة تحوم حولها الشكوك والريبة، والمسلم على كل حال مطالب بالبعد عن مواطن الشبهات، لكن إذا غلبت صدفةُ القدر حيطةَ الحَذَر وَجَدَ المسلم نفسه مضطراً في قفص الاتهام.           في غزوة بني المصطلق في العهد النبوي وقع للمسلمين شيء كهذا، قفل الجيش الإسلام راجعاً فظنّ الرهط المكلّفون بحمل الهودج أنّ فيه أم المؤمنين عائشة رضي الله عنه فرَحَلوه على البعير وانطلقوا مع الجيش فلما رجعت أم المؤمنين إلى منازل الجيش صاحت في الخلاء فلم تجد مجيباً، حتى جاء الصحابي الصالح صفوان بن المعطّل على بعيره وكان في القافة متخلّفاً عن الناس فرأى من أعلى البعير سوادَ إنسان شاخصاً في الصحراء وحيداً فريداً فلما عرف أنها أم المؤمنين رضي الله عنه عرف أنه قد وقع في مصيبة عن غير قصد فكان أوّل ما نطق به: "إنا لله وإنا إليه راجعون"        في تلك الساعة حُشر صفوان رضي الله عنه في زاوية حرجة فلم يجد أمامه إلا خيارين: -      ...

مؤامرة لتشويه صورة الدين

جاء في كتاب "سِيَر أعلام النبلاء" للحافظ الذهبي، ما يلي :              "لما قدم السلطان ألب أرسلان هراة في بعض قدماته ، اجتمع مشايخ البلد ورؤساؤه ، ودخلوا على أبي إسماعيل ، وسلموا عليه ، وقالوا : وَرَدَ السلطانُ ونحن على عزم أن نخرج، ونسلّم عليه، فأحببنا أن نبدأ بالسلام عليك، وكانوا قد تواطئوا على أن حملوا معهم صَنَماً من نحاس صغيراً، وجعلوه في المحراب تحت سجادة الشيخ، وخرجوا، وقام الشيخ إلى خلوته، ودخلوا على السلطان، واستغاثوا من الأنصاري، وأنه مجسّم، وأنه يترك في محرابه صَنَماً يزعم أن الله - تعالى - على صورته، وإنْ بعث السلطان الآن يجده. فعظم ذلك على السلطان، وبعث غلاماً وجماعة، فدخلوا، وقصدوا المحراب، فأخذوا الصنم، فألقى الغلامُ الصَنَمَ، فبعث السلطانُ من أحضر الأنصاري، فأتى فرأى الصنمَ والعلماءَ، وقد اشتد غضب السلطان، فقال له السلطان : ما هذا ؟ قال : صَنَمٌ يُعمل من الصُّفر [أي معدن النحاس] شبه اللعبة.   قال : لست عن ذاك أسألك ! قال : فع َ مَّ يسألني السلطان؟ قال : إن هؤلاء يزعمون أنك تعبد هذا ، وأنك تقول : إن الله على...