لماذا كانت الحظوة للإمام مالك ؟
لماذا كانت الحظوة لمالكٍ ولم تكن لقرينه في الإمامة والفقه ؟ ما الذي صنع الفارق بين مالك والليث؟ أهو فارق في العلم والرُتبة والمنزلة ؟ كلا جبلان شامخان، الليث كمالك كلاهما ثقة ثبت، وكلاهما أخذ العلم والحديث عن أبناء المهاجرين والأنصار، والليث كمالك لم يكن حشويّاً أو حاطب ليل بل كان واعياً فقيهاً عالماً، استقل بالفتوى في مصر وكان ذا مهابة ومنزلة رفيعة جداً في نفوس العامة والخاصة، عرض عليه أمير المؤمنين المنصور منصبَ الولاية على مصر بطولها وعرضها فاستعفى واستغنى بمجالس العلم. هل كان الليث عاجزاً كسولاً في نشر العلم والفقه ؟ كلاً .. كان - رحمه الله - نشيطاً ذا همّة عالية، شهد على ذلك رئيس الفقهاء المالكية بمصر فقال : " كان الليث له كلّ يوم أربعة مجالس: - أما أولها فيجلس لنائبة السلطان في نوائبه وحوائجه، وكان الليث يغشاه السلطان فإذا أنكر من القاضي أمراً أو من السلطان كتبَ إلى أمير المؤمنين فيأتيه العزل . - ومج...