الدواعش يخربون بيوتهم بأيديهم
العالم يدق طبول الحرب |
بعد أنْ فرغت الطائرات
الأمريكية من إلقاء حمم الجحيم على أفغانستان واستيقنت القاعدة من خراب بيت
الطالبان وانهيار دولتهم أصدر ابن لادن من بيتٍ ما، في مكانٍ ما، في بلدٍ ما [خارج الحدود الأفغانية] تسجيلاً
صوتياً أعلن فيه براءة الطالبان من هجمات 11 سبتمبر، وزعم – العُهدة عليه – أنّ حكومة
الطالبان لم تأمر بالهجمات - بل - ولا يوجد في حكومة الطالبان من كان على علمٍ بها قبل وقوعها وأنه هو وحده المسؤول عن الهجمات !
فكان كما قيل :
"جاءكم المُخَلِّص
بعد خراب مالطا"
الله أكبر ...
الأفغان وأولادهم، وأولاد أولادهم، وأحفاد أولادهم، سيلعنون ابن لادن على ذلك
الخطاب المشؤوم .
إنْ كانت تلك هي الحقيقة فلماذا السكوت عن بيانها طوال السنين الغابرة ..
لماذا لم يجهر ذلك الجبان بتلك الحقيقة في خطاباته الأولى :
"فعلتُها
إذن وأنا من الظالمين"
لو جهر بالحقيقة لوضع الولايات المتحدة وجيشها في زاوية حرجة أخلاقياً وسياسياً
وعسكرياً ، والتاريخ لا يرحم.
فعلها وولّى هارباً ولم يُعقّبْ فأمّن نفسه وزوجاته وذريّاته، وورّط الشعب الأفغاني البئيس في حرب لا طاقة
له بها فأحلّهم دارَ البَوار .
داعش كالقاعدة منظّمات متخصّصة في تهييج الأمم العظيمة وجلب الخراب والفساد والدمار إلى بلاد الإسلام، والقياس
بينهما مع فارقَيْن يجب أخذهما بالاعتبار :
الفارق الأول /
ابن لادن استعدى بعض الأُمم دون بعض فوجّه بوصلة الثيران الجهادية إلى الولايات المتحدة وبعض الدول الغربية وسكت عن آخرين ..
سكت عن إيران واليابان والروس والترك والحبشة وغيرهم !
أما الدواعش فلا أنيس ولا جليسَ.
لم يقنعوا بالتحالف الستيني فنادوا : هل مِنْ مَزيد ؟
ليستوفوا عديدهم وليكملوا عِدّتهم ،
" ثمانين راية تحت كل راية اثنا عشر ألفاً " وبعدها قيام الساعة وما أدراك ما الساعة .
الفارق الثاني /
وهو التباين في درجة الخبث والجُبن فابن لادن ضرب
ضربته وولّى مدبراً فترك الساحة للأفغان والأمريكان يقتل بعضهم بعضاً، وأما
الدواعش فهيّجوا الناس على دولتهم فنادوا على الشرق والغرب والعرب والعجم واستقبلوا الموت بصدورهم ...
ألا ترى أنّ هتلر لم يبلغ من الحماقة ما بلغ الدواعش ...
والمصيبة الكبرى أنّ نبوءة "ملحمة دابق أو الأعماق" هي في الأصل حدّوتة مروية بإسناد معلول مشكوك في صحّته .
صدّق أو لا تصدّق