المشاركات

عرض المشاركات من أغسطس, ٢٠١٤

قانون حرق المصاحف

      أمر سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه بحرق المصاحف ، فأصدر قانوناً باهض التكلفة كان سبباً لقيام أوّل ثورة شعبية على السلطة الحاكمة في التاريخ الإسلامية انتهت باستباحة دم الخليفة المبشّر بالجنّة ، في مدينة رسول الله ، وهو يتلو كتابَ الله !          قتلوه وهم يقولون : كيف يفعل شيئاً لم يفعله رسول الله ؟ ثم استفاق الناس ، وسكت الغوغاء ، وأجمع العقلاء على تصويب صنيع عثمان بعد فوات الأوان ، فإنا لله وإنا إليه راجعون . إنها حادثة خطيرة تحتاج إلى وقفة للتأمّل والتدبّر وشيء من التفصيل والتفسير .        نزل القرآن الكريم أوّل ما نزل على حرف واحد بلسان قريش لأن النبي صلى الله عليه وسلم بُعث فيهم وقد قال الله تعالى : " وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبيّن لهم " [ إبراهيم : 4 ]        ثم سأل رسول الله ربَّه التخفيف بإنزال القرآن على أكثر من حرف لأنّ العرب كانت لديهم لغات متنوعة وكانوا أمّة أميّة فنزل القرآن بلسان قريش والعرب ، على أكثر من حرف كما في صحيح مسل...

حداثة في الدين ! أيعقل أن نفعل شيئاً لم يفعله رسول الله ؟

       نفس المؤمن " المحافظ " تميل إلى الرأي الأول أي التجديد بالعودة إلى الماضي والأمر   الأول ، وتستنكر المذهب الثاني أي التجديد بالتطوير والتحديث .   وكلاهما – من وجهة نظري – صحيح لا تعارض بينهما لكن الأمر يحتاج إلى مزيد من البيان ليشرح الله صدر المتردد في قبول ذلك .                إذا نظرنا في الإرث النبوي فإنّنا نجد بلا نزاع أنّ أعظم ما خلفه رسول الله صلى الله عليه وسلم لهذه الأمة من أمر الدين هو القرآن الكريم .         أنزل الله تعالى القرآن الكريم على رسوله النبي الأميّ وهو مقيم في أمّة أميّة لا تعرف الحساب ولا الكتاب ، فلم ينزل القرآن الكريم دفعة واحدة في كتاب مرقوم كما أُنزل التوراة على سيدنا موسى عليه السلام ، بل نزل منجماً مفرّقاً ، منه ما نزل في العهد المكي ، ومنه ما نزل في العهد المدني ، ومنه ما نزل في الحضر ومنه ما نزل في السفر والمغازي ، ووعد الله نبيّه أن ينزل عليه كتاباً لا يمحوه الماء ، ولا يَخلَق من كثرة الردّ ، فجعل الأميّة وتخلف العرب آيةً...

تجديد الدين الإسلام بتطويره وتحديثه

المذهب الثاني /     ومنهم من قال : إنّ تجديد الدين يكون كذلك بتطويره وتحديثه واستبدال بعض أحكامه وتشريعاته ! لكن قيّدوا ذلك ببناء التطوير على أصول وضوابط الدين الإسلامي ؟ فإن اعترض معترض بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو ردّ " . أجيب بقوله صلى الله عليه وسلم : " ما ليس منه " فهو الحدّ الفاصل بين التحديث المذموم والتحديث المحمود ، فإن كان التطوير بناء على أصول وضوابط الدين كان محموداً .     يعني أن التطوير والتحديث كالشجرة الطيبة التي شبّه الله بها الكلمةَ الطيبة ، تُبذر في باطن الأرض ثم تتفاعل مع محيطها ، فإن كانت الأرض طيبة الماء والتربة اهتزت وربت فلا يزيدها المستقبل إلى علوّاً وتقدّماً وحداثةً من طور إلى طور كالنخلة الطيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كلّ حين بإذن ربّها . فالثمرة الطيبة أُحدثت بناءً على الأصل الطيب .      وبناء على القيد الذي اشترطوه في التحديث قالوا إن التطوير والتبديل لا يكون في العقائد الغيبية لأن هذا لا يكون إلا بوحي ونبوءة وقد قال الله تعالى : " م...

تجديد الدين الإسلامي

      منذ ألوف السنين كانت الحضارات الإنسانية تتقدّم ببطئ ، وتتطوّر بخطوات متقاربة على فترات متباعدة حتى بلغت عصر الثورة الصناعية ، فتسارعت الخطى بسعي حثيث وتقدّم هائل في تطوير المعارف والعلوم الإنسانية وانعكس ذلك على شتى الجوانب الإنسانية ، وكان للسبق الأوربي أثر بالغ في اضطراب موازين القوى الدولية مما أدى إلى قلب قوانين صراع الحضارات البشرية فظهر ما يُعرف بعصر الاستعمار الأوربي وتقلّبت الأمور والنُظُم ثمّ تقاتلت الأمم العظمى والصغرى في حروب كونية ساخنة وباردة حتى بلغت البشرية عصرَ الفضاء والتكنولوجيا والانترنت والاتصالات والمواصلات البرية والبحرية والجوية ....       ولله الأمر من قبلُ ومن بعدُ ، في بضع سنين ماجَ الناسُ بعضهم في بعض ، فهتّكت الأستار وفُتّحت الأبواب حتى أصبح العالم الكبير قريةً صغيرة لا تخفى فيها خافية .       في ظلّ الصراع بين الآراء والأفكار والمناهج السياسية والاجتماعية والاقتصادية والدينية ، والتنافس المحموم بين الأمم ؛ فَرَضَ ذلك على الدين الإسلامي تحدّيات جديدة متطورّة ومُعقّدة ...