المِــــــيزانُ الأكْبَر

    إصدار مرئي جديد لتنظيم الدولة الإسلامية [داعش] بعنوان "والعاقبة للمتقين" يظهر فيه عشرات الدواعش الملثمين والمدججين بالسلاح في الصحراء الليبية وهم يهدّدون الناس بالذبح والسلخ والعودة من جديد.    فالأمر كما حذرناكم ها هي داعش تعود من جديد في ليبيا مستغلّة فرصة انشغال الفرقاء السياسيين في الحرب الأهلية.    يا ناس لقد قلنا لكم مراراً إنّ النبي صلى الله عليه وسلم لم يتنبّأ فقط بالصفات الخَلقيّة والخُلقيّة للخوارج، ولم يتنبّأ فقط بأعمالهم القذرة، بل تنبّأ كذلك بصفة الأرض الخصبة لنشأة الخوارج والحالة الاجتماعية والسياسية العامة التي تجد فيها الخوارج فرصة النهوض، فقال صلى الله عليه وسلم عند ذكر صفاتهم : " يخرجون على حين فُرقة من الناس " رواه البخاري ومسلم     فكما خرجوا أوّل مرة في الخلاف الأول بين علي ومعاوية قبل أربعة عشر قرناً ها هم يخرجون مرّة أخرى عند الخلاف بين حفتر والسراج ... مسلسل على الط راز ال مكسيكي تعدّدت الوجوه والأسماء والحكاية واحدة

أيها الإرهابي ... قف ! ما دام فيك عرقٌ ينبض فهنالك فرصة للتصحيح ... قال الله تعالى: " وَلَنُذِيقَنَّهُم مِّنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَىٰ دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ " قال أبي بن كعب رضي الله عنه في تفسير : " من العذاب الأدنى " يعني المصيبات في الدنيا .   أي يذيق المخطئين المنحرفين من عذاب الدنيا لعلهم يرجعون في الدنيا عن غيّهم فيتوبون ويُصوّبون أعمالهم قبل لقاء الله فلا يصيبهم العذاب الأكبر في الآخرة .  يا من تسببت في الخراب والقتل والدمار والحرائق بلا طائل ... قف وتأمل قول الله تعالى:   " ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ " قال مجاهد في تفسيرها : " في البرّ : أي كابن آدم الذي قتل أخاه، وفي البحر : كالذي كان يأخذ كلّ سفينة غصبا ُ "يعني قراصنة البحر ونحوهم. إذا ظهر الفساد بما كسبت يداك وإن كانت نيّتك صالحة فقفّ فوراً واستعد للمراجعة .    المراجعة ليست هزيمة بل فرصة للتص...