المشاركات

عرض المشاركات من مارس, ٢٠١٧

فرعون سوداني !

صورة
كان الإمام أحمد بن حنبل يقول:   "إذا ذُكِرَ الحديثُ فمالِكٌ النجم"   وأنا أقول هنا:   "إذا ذُكِرَتْ عجائب الدنيا فمصر النجم"     لا يَنْفَسُ على المصريين في عجائب آثارهم أُحدٌ من السودان ولا غيرهم من بلاد الدنيا، وتلك حقيقة ملموسة مُسلّمٌ بها ومبصوم عليها.     لكن القضايا التاريخية الخلافية لا يمكن التحقّق منها في جوٍّ مغبر بعَجاجة فوضى الربيع العربي، والإعلام المصري – للأسف الشديد – يمرّ في هذه الأيّام بمرحلة تشبه حركة التدمير الذاتي كالذي يتخبّطه الشيطان من المَسّ.    أما بالنسبة لما نُسب إلى وزير الإعلام السوداني عن فرعون موسى فلا يستند إلى دليل معقول أو منقول أو مأثور، وأظنّ أنّ الأمر يتعلّق بمهاترةً ومُكايدَة من قبيل قول الشاعر عمرو بن كلثوم في معلّقته: ألا لا يَجْــهَلَنْ أحدٌ علينا                   فنجهلُ فوقَ جهلِ الجاهلينَا    إنّ ا لأنهار المذكورة في قصة فرعون موسى بصيغة الجمع وهي حجة الوزير في سو...

لماذا يُعتبر صنيع الدقامسة غدراً ؟

صورة
من قال أن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم الذين أنزل الله فيهم: "لَّقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ" وهم الذين شهدوا صلح الحديبية ورأوا قائدهم يصالح قوماً قتلوا المؤمنين وعذّبوهم، وضربوا رسولَ الله وطردوه من بلده ... !     من قال أنهم كانوا راضين عن الصلح وشروطه المجحفة ومنها التوقيع على ردّ المهاجرين المؤمنين؟      أكثر أصحاب النبي كرهوا الصلح مع المشركين من أهل مكة حتى قال سهل بن حنيف الأنصاري: "يا أيها الناس اتهموا رأيكم على دينكم، لقد رَأَيْتُنِي يومَ أبي جندل ولو أستطيع أن أَرُدَّ أمرَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم عليه لَرَدَدْتُهُ" [من أحداث صلح الحديبية، رواه البخاري في الصحيح]     الرضا أو عدم الرضا بعد التوقيع على الصلح بشروطه المجحفة لم يعد متعلّقاً بالطرف الآخر بل بين رئيس الدولة الإسلامية – صلى الله عليه وسلم – وأتباعه، ولذلك أصبح الالتزام بموجبات صلح الحديبية واجباً على أتباع محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن أبى الالتزام بالصلح كان علي...

الدقامسة قتل الإسرائيليات غدراً

صورة
  كان الغدر أعظم خطيئة عند العرب قبل الإسلام، كان عربي الأصيل الشريف في الجاهلية إذا عاهد على الصلح يمر بقاتل أبيه فلا يمدّ إليه يدَه، فلما جاء الإسلام تمّم مكارم الأخلاق فعظّم وِزْرَ الغدر وجعله من كبائر الإثم، وأنزل اللهُ في وجوب الوفاء بالعقود والعهود وتحريم الخيانة والغدر آياتٍ مُحكمات، والله يُعظّم من أمره ما يشاء. قال التابعي قتادة السدوسي: "عظّموا ما عظم الله ، فإنما تعظم الأمور بما عظمها الله عند أهل الفهم وأهل العقل"       الغادر خائس وإن كان المغدور مشركاً من عبدة الأوثان، وقد صالح النبي صلى الله عليه وسلم قوماً سمّاهم القرآن الكريم: " أئمة الكفر " كذبوه وعذّبوه وضربوه وطردوه من بلاده ونهبوا أمواله ودياره، وقتلوا خيرة أصحابه فلما عُرض عليه أمرٌ في مدّة الصلح لا دمَ فيه ولا قتل، أبى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يخيس بعهده فقال : "إني لا أخيس بالعهد" [رواه أبو داود]   هذا هو الإسلام وتلك هي مكارم الأخلاق !     الغادر خائن وإن كان المغدور من شرار اليهود، كبني قينقاع الذين أخافوا رسولَ ا...

أحمد الدقامسة نشمي بَطَل أم خايس غُدَر ؟

صورة
      الدقامسة خلال المحاكمة العسكرية     في مثل هذا الشهر قبل عشرين عاماً قام جندي أردني من حرس الحدود يُدعى "أحمد الدقامسة" بإطلاق النار من بُرج المراقبة على فتياتٍ إسرائيليات كنّ في نزهة مدرسية في منطقة الباقورة المجاورة للحدود الأردنية الإسرائيلية فقتل منهنّ سبعاً وجرح خمساً، فحكمت عليه المحكمة العسكرية الأردنية بالحبس المؤبد وأفرج عنه في هذا الشهر بعد أن قضى عشرين عاماً في محبسه بالتمام والكمال.     الحكاية معروفة من أولها إلى آخرها لمن عاصرها لأنها كانت حديث الساعة والإعلام في زمانها فلا حاجة للتذكير بتفاصيلها وتداعياتها.               كانت مجرّد غلطة من شاب غاضب في لَجّة غضبٍ شعبي رفض صُلحَ "وادي عربة" وعارض التطبيع مع إسرائيل، ولذلك فإنّ ردّة الفعل من القوى الشعبية المعارضة في ذلك الوقت كانت مفهومة، ولم يكن كذلك مستغرباً أن يأتي الثناء على صنيع الدقامسة من أشخاص كالظواهري وشاكلته.         الدوافع - كما تقدّم - مفهومة،...

حلّ جماعة الإخوان المسلمين هو الحلّ

صورة
إذا لم تستطع شيئاً فدعه    وجاوزه إلى ما تستطيعُ أربع خطوات تخرج بها الحركة الإسلامية السياسية من النفق المظلم: -    الأولى بالإعلان الصريح عن حلّ جماعة "الإخوان المسلمين" لانتهاء صلاحية الزمان، مع طيّ صفحة "البنا" كما طوى الألمان والطليان صفحة هتلر وموسوليني. -        والثانية بإحالة قدماء المريدين من الشيوخ والعجائز إلى التقاعد لأنهم في حُكم المنسوخ، وهم السبب الرئيس في فشل الانعتاق من الإرث القديم. -        ثم الخروج إلى الساحة بتشكيلات حركية سياسية إصلاحية جديدة ذات غايات مقبولة ووسائل معقولة واضحة المعالم، واقعية وشبابية ومناسبة للعصر الحديث وقوانين الطبيعة والزمان، ليست طلائعَ ولا ذرعان، ولا ارتباط لها بالماضي العتيق، ومن يظنّ أن خلع عباءة "البنا" يعني رفع راية الاستسلام أو الخروج من الإسلام فذاك عنيدٌ شقيٌّ لا يعرف ما السياسة ولا يعرف ما دينُ الإسلام. -       وأخيراً مدّ يد المصالحة إلى الشعب المصري بجميع مكوّناته وأطيافه فلا منجى من ردغة الخبال إ...