المشاركات

عرض المشاركات من يوليو, ٢٠١٤

الغدر في الجهاد والخَيْسُ بالعهد

      قبل اختراع الكهرباء والمبرّدات الحافظة كانت شبه الجزيرة العربية من أشد بلاد الدنيا حرارةً ،   صحراء قاحلة لا يسترها عن لهيب الشمس ساتر ، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول للمؤذن حين يشتدّ الحرّ في الظهيرة : " أبرِدْ أبِردْ ، فإنّ شدّة الحرّ من فَيْح جهنم " . ولكم بعد ذلك أن تتخيّلوا ذلك الوقع قبل أن تجيبوا عن هذا السؤال   ...       في ذلك الزمان   الغابر .. وفي ذلك الحرّ الشديد   ... ما هو الشيء الذي كان ينفر منه العربي حتى يصاب بالقَرَف والغثيان وفساد المزاج وفقدان الشهية فلا يرغب في شمّ ولا سمع ، ولا نطق ولا نظر ، ولا مكث ولا بقاء ؟ أعرفتم الجواب ؟؟؟؟ الجواب : إذا أرْوَحَت الجيفة ! أي فسدت وتعفّنت حتى فاح ريحها النتن فكانت العرب تقول : " خاست الجيفة " ، فإذا مرّ أحدهم في طريقه على جيفة بعير أو حمار قد أروحت سلك طريقاً آخر وسعى حثيثاً فراراً من رائحتها النتنة . فلما كان الغدر بالعهد من شر الصفات استعملوا وصفاً مستعاراً يليق بصفة الغادر الذي لا يرغب الناس في معاملته فقالوا : " خاس بالعهد فهو خائس " . ...

قصة عجيبة ، انظر كيف ينتزع الشيطان عقولَ المسلمين في الفتن

  عن أبي موسى الأشعري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إنّ بين يَدَي الساعة لَهَرْجاً " قال قلت : يا رسول الله ما الهَرْجُ ؟ قال : " القتل " . فقال بعض المسلمين : يا رسول الله إنا نَقتُلُ الآن في العام الواحد من المشركين كذا وكذا !! فقال رسول الله : " ليس بقتل المشركين ، ولكن يقتل بعضكم بعضاً حتى يقتل الرجلُ جارَه وابنَ عمّه وذا قرابته "  ! فقال بعضُ القوم : يا رسول الله ومعنا عقولُنا ذلك اليوم ؟ [ وفي رواية : فأُبْلِسنا حتى ما منا أحدٌ يُبدي عن واضحة ، وجعل بعضُنا ينظر في وجوه بعض من المودّة التي بيننا يومئذ ، إنّ الرجل ليفارق أخاه فيطول عليه ليلة حتى يلقاه ، لولا أنه يستحيي من الناس للثَمَه ، وعلمنا أن صاحبنا لم يكذبنا قلنا : " وفينا كتابُ الله " ؟ قال : نعم ، قلنا : واحدة نسألك عنها أخبرنا عن عقولنا اليوم أهي معنا يومئذ " ؟ ] فقال رسول الله : لا ! تُنزَعُ عقولُ أكثر ذلك الزمان ، ويخلف له هَباءٌ من الناس لا عقولَ لهم  يحسب أكثرهم أنهم على شيء وليسوا على شيء . ثم قال الأشعري : وأيمُ الله إني لأظنها مُدركتي...

عصر الزلازل والهَرْج وَرطة الأوراط

   قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :  " لا تقوم الساعة حتى يُقبَضُ العلمُ ، وتكثُر الزّلازلُ ، ويتقاربُ الزمان ، وتظهر الفتنُ ، ويكثر الهَرْج "  قالوا : " وما الهَرْجُ " ؟ فقال : " القتل القتل " - وفي رواية -  فقال : " هكذا بيده فحرّفها كأنه يريد القتل " . رواه البخاري ومسلم      في هذه النبوءة المتفق على صحّتها أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن عصر من عصور البشرية يغرق فيه بنوا آدم في الاقتتال مع ظهور الفتن وهي الابتلاءات والامتحانات التي تفتن الناس عن الحقّ . عصر الهَرْج هو عصر الورطات . أتدرون ما الورطة ؟ والورطة في اللغة هي المهلكة التي لا مخرج منها ، قيل : هي كلمة مشتقة من الأرض المطمئنة التي لا طريق فيها ، كمن تاه في قفار صحراء لا أعلام فيها ولا منارات ، فقد أثر الطريق فضَلّ السبيل ، وبعُدَ عن الماء حتى أصابه العطش الشديد وأشرف على الهلاك فيقال : هو في وَرْطة ، مشرفٌ على هلاكه ، وقيل مأخوذة من الوحل وردَغَة الخَبَال ، تقع فيها الغنم فلا تقدر على التخلّص منها . فهي المشكلة العويصة ، لا مخرج منها إلا بالهلاك ، وأعظم ا...